للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - ومنها: قول محمد بن عبد الله العبدري المالكي:

تَوَسَّلْتُ يَا رَبِّي بِأَنِّيَ مُؤْمِنٌ ... وَمَا قُلْتُ إِنِّي سَامِعٌ وَمُطِيعٌ

أَيُصْلَى بَحَرِّ النَّارِ عَاصٍ مُوَحِّدٌ ... وَأَنْتَ كَرِيمٌ وَالرَّسُولُ شَفِيعُ

وهذه الأنواع الثلاثة لتقاربها قد تجتمع أو بعضها في الصيغة الواحدة.

• التوسل بالدعاء:

النوع الرابع: تَوسُّل المرء بدعاء غيره، وهو على وجهين:

أحدهما: أن تكتفي عن دعائك بدعاء من سألته الدعاء، وهذا تقدم في فصل الدعاء، وأنه مأذون فيه، ما لم يكن ذريعة إلى منهي عنه؛ كسؤال الدعاء من الميت والغائب؛ لما فيه من مظنة الاعتقاد بعلم الغيب (*).

والوجه الثاني: أن تسأل الدعاء من الحي الحاضر، فيدعو لك، وتتوجه أنت إلى الله داعياً متوسلاً بدعائه.

• حديث الأعمى:

وهو مشروع لحديث الأعمى عند أحمد والنسائي، والترمذي وصححه، وهو أن رجلاً ضريرا جاء إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسأله الدعاء ليرد الله عليه بصره، فخيره


=
وقال الترمذي: " حسن صحيح "، وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم! "، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الترمذي (٩/ ٤٤٩/ ٣٥٤٤) عن رشدين بن سعد، والنسائي (٣/ ٤٤ - ٤٥) عن ابن وهب، وكذا ابن خزيمة (١/ ٣٥١/ ٧٠٩)، وابن السني (١١٢) عن حميد بن مالك: ثلاثتهم عن أبي هانئ به، وقال الترمذي: " حديث حسن ".
(*) قال الشيخ محمد صالح العثيمين في " القول المفيد " (١/ ٢٦٢).
" من الشرك أن يدعو غير الله؛ لأن الدعاء لا يكون إلا مع محبة وتعظيم وافتقار وتذلُّل، واعتقاد أن المدعو قادر ".

<<  <   >  >>