للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - الحاجة إلى معرفة الشرك ومظاهره

• مطالب الإِنسان في الحياة:

الإنسان جسم وروح (*)، وهو بجسمه ظلماني من عالم الشهادة، يميل إلى كل ما هو جسماني من عالم المادة؛ مثل وسائل الكسب والنسل، وهو بروحه نوراني من عالم الغيب، يطلب ما هو روحاني معقول من علم ودين؛ فالإِنسان بجسمه يهوى دنيا وعادة، وبروحه يحب ديناً وعبادة، وحظه من الكمال على مقياس تأليفه بين جزءيه المتضادين، وتوفيقه بين مطالبهما المختلفة:

وفي الكتاب العزيز: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: ٧٧].

وعن أنس رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه، حتى يصيب منهما جميعا؛ فإن الدنيا بلاع إلى الآخرة، ولا تكونوا كلاًّ على الناس» (٣). رواه: الديلمي، والخطيب وابن عساكر في


(*) قال: " الإنسان جسم وروح "، والصواب: " جسد وروح "؛ فالروح عند أهل السنة جسم أيضاً لكنه جسم لطيف كما في " الروح " لابن القيم.
(٣) باطل: وقد أفاض في تخريجه وبيان بطلانه شيخنا في " الضعيفة " (برقم: ٥٠٠)، فليراجع. =

<<  <   >  >>