للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عالم الشهادة؛ فتجد أكثر الناس فاقداً للعلم الذي يصل روحه بعالم الغيب، ومن فاته ذلك العلم؛ فإما أن ينكر الدين والعبادة فيكون دهريّاً، وإما أن يمثل معبوده في صور مادية حسية يخضع لها روحه فيكون مشركاً:

كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: ١٥٦].

وروى أحمد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطبهم ذات يوم، فقال: «يا أيها الناس! اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل». فقال له من شاء [اللهُ] أن يقول: كيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؛ قال: «قولوا: اللهم! إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه» (٦). نقله ابن كثير في " تفسيره "، وذكر معه روايات أخر


(٦) قويٌّ بطرقه وشواهده: روي عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم؛ منهم:
• أبو موسى الأشعري:
أخرج حديثه الإِمام أحمد في " المسند " (٤/ ٤٠٣)، وابن أبي شيبة في " المصنف " (٧/ ٨٨) عن أبي علي- رجل من بني كاهل-؛ قال: خطبنا أبو موسى الأشعري؛ فقال: يا أيها الناس! اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل؛ فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب؛ فقالا: والله! لتخرجن مما قُلْتَ أو لنأتين عمر، مأذوناً لنا أو غير مأذون! قال: بل أخرج مما قلتُ، خطبنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات يوم؛ فقال: " .. فذكره بلفظ المؤلف ".
قال الهيثمي في " المجمع ": (١٠/ ٢٢٣ - ٢٢٤): " رواه أحمد والطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي عليّ، ووثقه ابن حبان ".
• أبو بكر الصديق:
ولحديثه طريقان:
١ - طريق يحى بن كثير، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عنه. =

<<  <   >  >>