للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثناء العلماء على طاوس بن كيسان]

قال حبيب بن الشهيد: كنت عند عمرو بن دينار فذكر طاوساً فقال: ما رأيت أحداً قط مثل طاوس.

وعن عثمان بن سعيد قال: قلت لـ يحيى بن معين: طاوس أحب إليك أو سعيد بن جبير؟ فقال: ثقات ولم يخير.

وكلاهما من أكبر تلامذة ابن عباس رضي الله عنهما.

وروى عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: إني لأظن طاوساً من أهل الجنة.

وقال ابن شهاب: لو رأيت طاوساً علمت أنه لا يكذب.

فعلامات الصدق تبدو على الصادقين، كما قال حسان بن ثابت في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر أي: لو لم يأت بالمعجزات الدالة على صدقه لكان الناظر إلى وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم يعلم أنه نبي صادق.

وهذا ما حدث من عبد الله بن سلام لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فقد ذهب عبد الله بن سلام ونظر في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: أشهد أن وجهك ليس بوجه كذاب.

وقال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن ومن فقهائهم، ومن سادات التابعين.

وعن ابن عيينة قال: قلت لـ عبيد الله بن أبي يزيد: مع من كنت تدخل على ابن عباس؟ قال: مع عطاء وأصحابه.

قلت: طاوس؟ قال: أيهان! ذاك كان يدخل مع الخواص.

وعن ابن أبي نجيح قال: قال مجاهد لـ طاوس: رأيتك يا أبا عبد الرحمن! تصلي في الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم على بابها يقول لك: اكشف قناعك وبين قراءتك.

قال طاوس: اسكت لا يسمع هذا منك أحد.

قال: ثم خيل إليَّ أنه انبسط من الكلام -يعني: فرحاً بالمنام- وقد كان من عادته رحمه الله التقنع -يعني: يلف شيئاً على وجهه- فعن أبي أيوب الجعفي قال: كان طاوس يتقنع ولا يدع التقنع.

أي: حتى لا يعرف مثلاً، أو يثقل عليه.

وعن يونس بن الحارث قال: رأيت طاوساً يصلي وهو متقنع.

وعن قيس بن معدان قال: كان طاوس فينا مثل ابن سيرين فيكم.

يعني: كان طاوس في أهل اليمن مثل ابن سيرين في أهل البصرة، وابن سيرين من أئمة التابعين، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى.

وقال سفيان: وحلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: ورب هذه البنية ما رأيت أحداً الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاوساً، يحاسب الأمراء كما يحاسب الفقراء، ويعامل هذا مثل هذا.

وروى جعفر بن برقان قال: حدثنا طاوس، ولا تحسبن فينا أحداً أصدق لهجة من طاوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>