للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موالاة الأعداء]

المرض السابع وهو خطير جداً: موالاة أعداء الأمة، وليس في ديننا لبس ولا غموض، وقد تركنا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فموالاة أعداء الأمة مرض خطير، وقد كانت هذه المصيبة دوماً سبباً مباشراً من أسباب سقوط الأمة الإسلامية، وما جرَّت موالاة أعداء الأمة على الأمة إلا الويلات والكوارث، وإنها والله لخزي الدنيا وعذاب الآخرة.

يقول تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:٥٧]، وهذا تحذير مباشر وخطير.

وقد رأينا في هذه السلسلة كيف اقترف الكثير من زعماء المسلمين جريمة موالاة التتار، ورأينا العواقب بوضوح، بل رأينا كيف أن هذه الموالاة الممقوتة لم تنفع حتى أصحابها؛ لأنه عادة أول ما يضحي النصارى أو اليهود بمن والاهم من المسلمين؛ لأنهم لا وزن لهم عند الله ولا قيمة، فيا ليت الذي يبيع نفسه وأمته ودينه للشيطان وأعوانه يعلم أنه يبيع كل ذلك بلا ثمن، وأنه يخسر دنياه وآخرته، وأنه مهما استفاد فيما يعتقد فهو في النهاية خاسر، يقول تعالى في كتابه الكريم: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [الحشر:١٦ - ١٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>