للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اختلاف الناس في التوجه للعبادة]

السؤال

هل هذا الموضوع خاص بالأعمال المتنوعة، وهل تدخل فيه العبادات أيضاً، وكيف يكون ذلك؟

الجواب

سبق أن نقلت كلام ابن القيم رحمه الله، والعبادات فيها جانب من ذلك، فمثلاً: الإنسان قد يجد أن نفسه تتوجه لكثرة الصلاة فتراه يكثر من صلاة النافلة لكنه ليس عنده جلد على الصيام، فهذا يجتهد في النوافل مثلاً، أو يرى نفسه تتوجه إلى الإنفاق فيتجه للإنفاق ولو لم يكن له نصيب كبير من الصيام، وهكذا الصيام، أو قراءة القرآن، أو الذكر؛ لكن في الجملة يجب أن يأخذ الإنسان من كل باب بنصيب، فيكون له نصيب من الصيام والصلاة والذكر وقراءة القرآن.

وتأمل أنت في الناس من حولك تجد بعض الناس يقرأ القرآن في قيامه وقعوده وجلوسه، وبعض الناس يداوم على ذكر الله عز وجل، وبعض الناس يكف لسانه عن عيب الناس وانتقادهم، وبعض الناس ينفق في سبيل الله، وبعض الناس يصلح بين الناس، وهكذا ترى كل إنسان فُتح له باب خير، فأقول: هذا الكلام يشمل أبواب العبادات والتقرب إلى الله، ويشمل أبواب الدعوة لكن قد يكون بينها بعض الفروق.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يوفقنا وإياكم لسلوك صراطه المستقيم، وأن يجمعنا وإياكم في مستقر رحمته.

هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.