للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إضعاف عقيدة الولاء والبراء]

الأثر الثاني، وهو أيضاً أثر عقدي: إضعاف عقيدة الولاء والبراء، إن الكثير من هذه الأفلام يمثلها أبطال كفار، ويعرض هذا الرجل بصورة البطل الذي حقق البطولة، وقد تكون هذه البطولة: تحقيق شهوة جنسية وقد تكون القدرة على التغرير بفتاة، أو القدرة على القيام بعملية جنسية وقد تكون بطولة عسكرية، وأياً كانت هذه البطولة، فالكثير من هؤلاء الأبطال هم من الكفار.

عندما يشاهد الطفل والمراهق، بل حتى الرجل الكبير والمرأة عندما تشاهد مثل هذه الأفلام والتي يعرض فيها صورة هذا الرجل على أنه بطل تخيل أثر هذا الفيلم وهذه المشاهدة على القضاء على عقيدة الولاء والبراء التي هي أوثق عرى الإيمان ومن أهم جوانب العقيدة، والتي انطمست عند الكثير من المسلمين نظراً لإهمالها وإهمال الحديث عنها والعناية بها.

أيضاً ما ينشأ من التقليد والمحاكاة والتي تورث المحبة للكفار وسنأتي إلى هذه النقطة بعد قليل إن شاء الله.

وسأستشهد كثيراً بكتابات بعض الغربيين أو كتابات بعض المسلمين الذين لا نوافقهم على منهجهم؛ لأن الجميع يجمعون على خطورة مثل هذه الأفلام، وقرأت كثيراً مما كتب في الدوريات والصحف والرسائل الجامعية والكتب تجد أن الجميع بدءاً بالغرب والكفار وحتى العلمانيين في المجتمعات الإسلامية يتحدث عن خطر الأفلام وخطر السينما والتلفاز، وعندما تبحث في أي مركز من مراكز المعلومات عن المقالات والدراسات التي أجريت حول هذه الظاهرة تخرج أمامك أرقام هائلة من البحوث والدراسات، حتى أنهم أعطوا الوقت الذي قضيته في الإعداد والقراءة فيما تيسر لم أستطع أن أقرأ كل ما حصلت عليه مما كتب حول الموضوع؛ ولهذا فليس بالضرورة أن يكون معنى استشهادي نستشهد بقوله أني أوافقه.

تقول الدكتورة كافية رمضان في مقال لها في مجلة البيان الكويتية: بل إن المساهمة في تزييف الوعي تتضح في أفلام السوبرمان على سبيل المثال، وعلى الرغم مما قد يكون فيها من فائدة -هذا بناءً على رأي الكاتبة- فالرجل الأمريكي -يعني: في هذا الفيلم- قادر على ما لا يقدر عليه غيره من البشر، وهو يعرف ما لا يعرفون، ولديه من القدرات ما لا يملكون، وهو عادل وكريم ومدافع عن الحقيقة -ممكن أن نضيف نحن: ومدافع عن حقوق الإنسان- ولا شك أن مثل هذه الصورة عندما تنطبع في ذهن الطفل يصعب عليه تغييرها أو التخلص من أسرها.