للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التخصص الشرعي]

ننتقل نقلة أخرى: التخصص الشرعي: فالدراسات الشرعية ليست تخصصاً واحداً، فأنت تأتي مثلاً إلى اثنين من الشباب في المستوى الرابع، أحدهما واحد في كلية الشريعة، تخصصه فقه وأصول، والثاني في قسم السنة أو قسم العقيدة، وتعال إلى هذين الشخصين وقارن بينهما لا تجد فرقاً أحياناً، لا في المعلومات، ولا في الاهتمامات، ولا في المكتبة، فتجد هذا في قسم الفقه والأصول ولكن قراءته واطلاعاته واهتماماته متعلقة بالعقيدة أو السنة أو علوم القرآن أو غيره، ولا يعترف بالتخصص، والعكس أيضاً.

فأنت -يا أخي- ما دمت تخصصت في شيء، فيجب أن تحترم تخصصك وتعتني به، وأنت تستطيع أن تعرف الإنسان من خلال مكتبته، هذا طالب يدرس في كلية الشرعية، فيجب أن تكون مكتبته متميزة بالعناية بكتب الفقه والأصول، وطالب يدرس العقيدة يجب أن يعتني بهذا العلم، فهو يقتني الكتب المتعلقة بهذا العلم، ومن خلال قراءته الخارجية يركز على هذا العلم، وعند حضوره في وسط العامة يعتني بهذا العلم، ويعتني بالتخصص ويحترمه.

وهذا لا يعني إهمال الجوانب الشرعية الأخرى، لكن من خلال توسعه وتركيزه يجب أن يركز على تخصصه حتى يفيد فيه فعلاً، أما أن يكون إنساناً مبعثراً، تخصصه في وادٍ ودراسته في وادٍ آخر، فهذا تعطيل لهذه الطاقات.