للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحضارة والمدنية]

سادساً: الحضارة والمدنية: يرتبط السفور بالمدنية والتحضر والحجاب بالتخلف والبداوة لدى بعض فتيات المسلمين، ومن ثم فهي تتخلى عن الحجاب لتكون أكثر تحضراً، ودعونا نثير هذا السؤال مرة أخرى: ماذا جنى العالم المتحضر من السفور؟ تقول كاتبة إنجليزية وهي نس إنيرود: أنا ليس بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة، تنعم المرأة بأرغد عيش، تعمل كما يعمل أولاد البيت ولا تمس الأعراض بسوء، نعم، إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل لكثرة مخالطة الرجال.

انتشرت في تلك المجتمعات الخيانة الزوجية، ففي إحصاية في مطلع هذا القرن الهجري في أوروبا (٧٥%) من المتزوجين يخونون زوجاتهم قبل الزواج، و (٨٠ - ٨٥%) لهم خليلات، انتشار الاختطاف رغم أن أبواب التمتع بالحرام متاحة لهؤلاء.

أعلن مركز الضحايا الوطني الذي يناصر حقوق ضحايا جرائم العنف أن معدل الاغتصاب في الولايات المتحدة أصبح (١.

٣٠٠.

٠٠٠) أي: (١/ ٣) امرأة، وأضاف المركز أن واحدة من كل ٨ بالغات في الولايات المتحدة تعرضت للاغتصاب ليكون إجمال من اغتصبن (١٢.

١٠٠.

٠٠٠) على الأقل، ويشير المسح إلى أن (٦١%) من حالات الاغتصاب تمت لفتيات تقل أعمارهن عن (١٨) عاماً، وأن (٢٩%) من كل حالات الاغتصاب تمت ضد أطفال تقل أعمارهم عن أحد عشر عاماً، وأظهرت الأرقام زيادة معدل الاغتصاب عن العام الذي سبقه بنسبة (٥٩%)، وفي بريطانيا (٩.

٠٠٠) فتاة صغيرة لم يتجاوزن الخامسة عشرة حملن عام (١٩٩٦ للميلاد).

انتشار الشذوذ، ممارسة الشذوذ بين الرجال وبين النساء هو لون آخر من ألوان ما جنته تلك الحضارة، انتشار إتيان المحارم، اعتداء الآباء على بناتهم، بل اعتداء بعض الأجداد على حفيداتهم، اعتداء الإخوة على أخواتهم، أرقام هائلة يضج منها ذلك العالم، هذا هو واقع تلك الحضارة، وهذا هو واقع تلك المدنية، فكيف بفتاة الإسلام تعتقد أن التخلي عن الحجاب هو مظهر من مظاهر الحضارة، وكيف بها ترى أن الحجاب والستر مظهر من مظاهر التخلف، فماذا جنى ذلك العالم المتحضر؟ الذي يبدو منطقياً أنه حينما ينتشر السفور والإباحية في أي مجتمع أن حالات الاغتصاب تقل وتتضاءل، لأن من يريد الفجور أمامه أبواب متاحة، والمفترض منطقياً أن تزيد حالات الاغتصاب وحالات الشذوذ في المجتمعات التي لا يتاح فيها الباب للمارسة الجنسية خارج إطار الزواج، لكن الواقع يشهد بخلاف ذلك، فهل فتاة الإسلام تجعل ذلك المجتمع الذي ترى منه صورة من صور الرقي، هل يسوغ أن تجعل ذلك المجتمع مرآة لها وترى أنها حين تلتزم الحجاب والستر والعفاف تنتمي إلى عصر التخلف والرجعية؟