للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأهم الصلاة والصيام]

الأمر الحادي عشر: تقول بعض الفتيات: إن الأهم الصلاة والصيام، إنني أصلي، أحافظ على الصلاة، أصوم شهر رمضان، أجتنب الفواحش، وهذا هو الأهم، وهذه الحجة كثيراً ما نسمعها من كثير من المسلمين حينما ينكر عليهم معصية أو منكر.

حين يحترم الإنسان نظاماً من أنظمة البشر فهل يعفيه ذلك عن احترام سائر الأنظمة؟ هناك أنظمة وقوانين تلزم صاحب البناء أن يلتزم بها، فإذا التزم بواحد من هذه الأنظمة فهل يعفى من البقية؟ هناك أنظمة تلزم سائق السيارة كأن يحمل رخصة قيادة للسيارة، وأن يضع لوحات على السيارة، وأن يرتدي حزام الأمان، وأن يسير وفق سرعة محددة، فلو أن صاحب سيارة من السيارات ارتكب مخالفة من المخالفات ثم أوقفه رجل الأمن فقال: إنني محترم للنظام، إنني أحمل رخصة قيادة، إنني أحمل رخصة سيارتي، فلن يقبل منه ذلك.

إذاً: التزام الإنسان بشيء من شرع الله لا يعفيه من بقية الفرائض، فالتزام الفتاة بالصلاة هو استجابة لأمر الله عز وجل، لكن هذا لن يعفي الفتاة من أن تلتزم ببقية ما شرع الله عز وجل لها.

وهكذا شأن المسلم في سائر أحكام هذا الدين، فحينما يلتزم بالصلاة، يلتزم بالصيام، يؤدي الحج إلى بيت الله، يشهد أن لا إله إلا الله، فإن هذا قيام بأركان عظيمة من أركان الإسلام، لكن هذا لن يعفيه من أن يقوم ببقية الواجبات والشرائع.

هذه أيها الأخوات والإخوة الكرام بعض ما تحتج به فتيات المسلمين اللاتي يتنكبن طريق الحجاب، اللاتي يسعين نحو السفور والتبرج، ودعونا نختم ولو أطلنا قليلاً بصوة من صور الواقع الغربي.