للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صورة من واقع الحياة الغربية]

دعونا نختم بصورة من صور واقع الحياة الغربية، ولماذا نورد هذه الشواهد هنا؟ لأن تلك البلاد هي التي أصبحت مرآة لفتياتنا ونسائنا، وهي التي سبقتنا في السفور والاختلاط ومشاركة المرأة للرجل في سائر ميادين الحياة، هاهو الغرب اليوم يتراجع عن السفور، يتراجع عن الاختلاط، وهذه بعض شهادات أولئك وهم لا يقولون هذه المقالة ديناً، فهم لا يؤمنون بالله، لكن هذه مقالات بعض حكمائهم وعقلائهم وقد أدركوا خطورة هذا الطريق الذي سارت عليه مجتمعاتهم.

تقول باميلا سو أرومان التي أسلمت فيما بعد: إن اعتناقها للإسلام أعاد لها كرامتها وعفتها وحقوقها، فيما لا تزال المرأة الغربية تعاني من النظرة الدونية واتخاذها مجرد وسيلة للاستمتاع أو وليمة سهلة على موائد اللئام، وتأسف أسماء لأن معظم نساء الغرب لا يعرفن حقيقة الموقف المشرف للإسلام من قضياهن، فلو عرفن ذلك لسارعن إلى اعتناقه.

تقول الأستاذة جانيت ليفن: بعد خمس وعشرين سنة من التعليم المختلط نلاحظ أنه لا يقدم الحل المأمون، فما زالت الفتيات يتحدثن عن المخاوف من التحرشات الجنسية في المدارس الثانوية المختلطة، وبسببها يفضلن المدارس الخاصة بالبنات، وقد لوحظ أن أعداد المتقدمات إلى كليات البنات قد زاد في السنوات الثلاث الأخيرة زيادة ملحوظة.

وفي صحيفة عربية نشر تحت هذا العنوان: كاتبة أمريكية تقول: امنعوا الاختلاط وقيدوا حرية المرأة.

قدمت الصحيفة هذه الكاتبة بقولها: هلتيان سانسبري صحفية متجولة تراسل أكثر من ٢٥٠ صحيفة أمريكية، ولها مقال يومي يقرؤه الملايين ويتناول مشاكل الشباب تحت سن العشرين، وعملت في الإذاعة والتلفزيون وفي الصحافة أكثر من عشرين عاماً وزارت جميع دول العالم، وهي في الخامسة والخمسين من عمرها.

تقول الصحفية الأمريكية بعد أن أمضت شهراً في إحدى بلاد المسلمين: إن المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشباب في حدود المعقول، وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأمريكي والأوروبي، فعندكم تقاليد موروثة تحتم تقييد المرأة وتحتم أكثر من ذلك عدم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأمريكا؛ ولذلك فإن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة الصغيرة وأقصد من هي تحت العشرين هذه القيود صالحة ونافعة وأنا هنا أقرأ مقالها كما هو، وإلا فهي في الواقع ليست قيوداً بل هي أحكام تتشرف المسلمة بالالتزام بها.

تقول: لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب فهذا خير لكم من إباحة وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا، امنعوا الاختلاط قبل سن العشرين، فقد عانينا في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعاً معقداً مليئاً بكل صور الإباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين يملئون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية، إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا الصغار قد جعلت منهم عصابات أحداث وعصابات جيمس بين وعصابات المخدرات والرقيق.

ويقول أحد الغربيين وهو هملتون: إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في العناية بها عن كل ما يؤذيها ويمس كرامتها ويتناول سمعتها، ولم يضيق الإسلام في الحجاب كما يزعم بعض كتابنا الغربيين، بل إنه تمشى مع مقتضيات الغيرة والمروءة.

ويقول البروفسور خون همر: الحجاب في نظر الإسلام وتحريم اختلاط النساء بالأجنبي ليس معناه انتزاع حرية المرأة.

هذه الشهادات أيها الإخوة لم نوردها لأننا نعتبرها منطلقاً لتسويق الحجاب والفضيلة، إنما هي اعترافات من واقع أولئك الذين مع أنهم لا يدينون بالإسلام إلا أنهم رءوا أن هذا السفور قد قاد مجتمعهم إلى الدمار والهلاك، ومثل هؤلاء دعاة التحرير فكثير منهم عاد وتراجع عما كان يقول، ومن هؤلاء ما كتبه قاسم أمين يقول: لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في نحو تحرير نسائهم، وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق ذلك الحجاب وإلى إشراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم، ولكني أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس، فلقد تتبعت خطوات النساء في كثير من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن، وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات، فرأيت من فساد أخلاق الرجال بكل أسف ما حمدت الله على ما خذل من دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي، رأيتهم ما مرت عليهم امرأة أو فتاة إلا تطاولوا عليها بألسنة البذاءة، ثم ما وجدت زحاماً في طريقي فمرت به امرأة إلا تناولتها الأيدي والألسن جميعاً، إنني أرى أن الوقت ليس مناسباً للدعوة إلى تحرير المرأة بالمعنى الذي قصدته من قبل.

وربما كان لبعض التجارب التي مرت بها أثر في نفسه، فهاهو يروي أن صديقاً عزيزاً زاره مرة فلما فتح له الباب قال: جئت من أجل