للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التغيير والإصلاح]

التحدي الثاني: التغيير والإصلاح: هذا الجيل المبارك من الجنسين هو الجيل الذي ننتظر منه بإذن الله أن يصلح، هو الجيل الذي ننتظر منه أن يرفع لواء الإصلاح والتغيير، من خلال المحيط الذي يتعامل معه ويتحرك من خلاله أو ما ننتظره في المستقبل، فنحن ننتظر أن يخرج من هؤلاء القادة والموجهين، وننتظر من هؤلاء الذين يقودون مشروع الإصلاح والتغيير الشامل.

مشروع الإصلاح الذي نتطلع إليه وننتظره -أيها الإخوة والأخوات- مشروع ضخم، ليس مجرد إلقاء كلمات هنا وهناك، ليس مجرد إلقاء مواعظ، ليس مجرد استثارة عواطف، إننا بحاجة إلى تغيير في المجتمع، والتغيير في المجتمع يحتاج إلى تحد، يحتاج إلى طول نفس، يحتاج إلى جيل مؤهل للتغيير، جيل يملك إمكانات وقدرات، يستطيع أن يفكر بطريقة صحيحة، يستطيع أن يعمل بطريقة صحيحة، يستطيع أن يفهم واقعه بطريقة صحيحة، يستطيع أن يقود عملية التغيير في كافة مجالات الحياة؛ في المجال الاجتماعي، في المجال الاقتصادي، في تدين الناس، في كافة مجالات الأمة، فنحن بحاجة إلى تغيير شامل، وصناع هذا التغيير هم هذا الجيل.

إذاً: هذا الجيل -أيها الإخوة والأخوات- يواجه تحديين: تحدي الثبات والاستقامة في ظل هذا الواقع وهذا العصر لصعوباته، وتحدي التغيير والتأهل للتغيير.

دعوني أسأل سؤالاً: هل تعتقدون أن الجيل المحبط الذي يفقد الثقة في النفس وينظر إلى نفسه نظرة دونية مؤهل لمواجهة هذه التحديات؟ حين نربي جيلاً نلهب ظهره بسياط الإحباط ونجيد صناعة الفشل، ووأد الطموح والثقة، فهل تعتقدون أنا سنخرج جيلاً يتهيأ للثبات في ظل هذا العصر ليقود عملية التغيير؟ نحن -أيها الشباب والفتيات- ننتظر منكم مشروعات طموحة، ننتظر منكم جهوداً هائلة، لا يمكن أن تكونوا عند مستوى طموحنا وتطلعنا حين تكونوا مطأطئي الرءوس، فاقدي الثقة، فإن الذي لا يستطيع أن يقود نفسه كيف يقود الآخرين؟ الذي لا يثق في نفسه كيف يمكن أن يوجه عملية التغيير وإرادة التغيير.

أعتقد أن الصورة واضحة أمامنا، ويشعر المربون والغيورون أن تحدي الثبات تحد ضخم أمامنا يواجهنا، ونشعر جميعاً أن تحدي التغيير هو الآخر تحد ضخم، وأننا بحاجة إلى أن نعد جيلاً يكون عند مستوى تطلعاتنا وعند مستوى طموحاتنا، لكن نحتاج أن نتساءل: هل ربينا هذا الجيل بالصورة التي تؤهله لأن يصل إلى هذا المستوى، بالصورة التي تؤهله أن يواجه هذه التحديات؟ أعتقد أننا بحاجة إلى مراجعة.

الجيل الذي نراه اليوم ونلمسه يقبل على الخير، يقبل على اللقاءات، جيل واعد نستبشر به، لكننا قد نخطئ بحسن نية وقد تدعونا المبالغة في الحرص فنقسو قسوة أو نسلك طريقاً ربما أدى إلى هذه النتيجة التي نعاني منها.