للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاعتناء بالصور الإيجابية]

الاعتناء بإبراز الصور الإيجابية، هناك صور إيجابية مشرقة، عند هذا الجيل المبارك نراها اليوم، نحن بحاجة إلى أن نبرزها، دعوني أشير إلى طائفة منها مرة أخرى، فهم جيل الغرباء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء)، فهم الذين أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر) هذه صورة إيجابية، صورة مشرقة.

صورة أخرى: الثبات اليوم رغم الفتن التي تواجه الشباب، الواقع كله والتيار يدعو الشباب والفتيات إلى طريق آخر، ومع ذلك يثبتون ويثنون ركبهم عند أولئك الذين يضربون ويجلدون ظهورهم بسياط اللوم والحديث عن الأخطاء ويستأنسون بهذا الحديث؛ لأنهم يرون أنه وسيلة للإصلاح، وهؤلاء الشباب الذين يتسابقون إلى حلقات القرآن، إلى المحاضرات، يرمون زملاءهم في الشوارع والملاعب، ويأتون إلينا في المحاضرات ثم نلومهم ونقول لهم: أنتم غير جادين، أنتم غير ملتزمين.

إذاً: ما الذي جاء بهؤلاء؟! ‍إنهم يستطيعون أن يمتعوا أنفسهم بالشهوات المحرمة، يستطيعون أن يلهوا، أن يلعبوا، أن يعبثوا، ولكن ثبتهم الله عز وجل.

إن الثبات اليوم والالتزام في ظل هذا الواقع بحد ذاته إنجاز ونجاح وليس بجهد البشر، ليس بذكاء هؤلاء، لكن هذا الطريق من سار عليه ثبته الله وأعانه، ولولا تأييد الله وتوفيق الله عز وجل ودافع الفطرة لما استقام هؤلاء ولجرفهم هذا التيار الجارف.

هؤلاء الشباب تحقق فيهم معنى يسير أهونهم حالاً من يحب الصالحين ويجالس الصالحين، والذين يحبون الصالحين ويجالسون الصالحين لهم شأن عظيم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الملائكة الذين يتتبعون مجالس الذكر ثم يصعدون إلى ربهم تبارك وتعالى فيقول: (كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم يسبحونك ويحمدونك ويكبرونك، ثم يقول الله عز وجل: ماذا يسألونني؟ قالوا: يسألونك الجنة، قال: مم يستجيرون؟ قالوا: من النار، قال: أشهدكم أني أعطيتهم ما سألوا وأجره مما استجاروا، قالوا: يا رب فيهم فلان عبد خطاء ليس منهم إنما جاء لحاجة فجلس، قال: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).

والثلاثة الذين أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أعرض والآخر أقبل، والثالث استحيا، فالأول أعرض الله عنه، والثالث استحيا الله منه.

هؤلاء الشباب أسوأهم حالاً من يحب الصالحين ولسان حاله كما يقول الشافعي: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سوياً في البضاعة وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه: (سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم.

قال: أنت مع من أحببت)، وقال: (يحشر المرء يوم القيامة مع من أحب).

إذاً: هذه نماذج من هذا الجيل المبارك نحتاج أن نبرزها، النجاح في أمور الحياة المادية، الهمة العالية، العمل الدعوي، المنجزات التي نراها كل هذا نتاج هذا التدين، وظاهرة التدين التي ظهرت أمامنا هي نتاج هذا الجهد، نتاج هؤلاء الشباب والفتيات، هؤلاء الصالحين مهما كان فيهم من عيوب وتقصير فهذا نتاجهم وهذا جهدهم، سواء أكان بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة.