للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التربية]

الأمر السابع، والسبب السابع: التربية: وأعتقد أنها من أكبر الأسباب، قد نكون تربينا على خطاب فيه مبالغة واعتدنا أن نسمع الحديث المبالغ فيه دائماً في كل شيء، في الوعظ نبالغ وقد نتجاوز القدر الشرعي، في ترجيح الأحكام الفقهية قد نبالغ ونتجاوز، في حديثنا عن الظواهر الاجتماعية، عن الأوضاع، ستكون هذه الطريقة في التفكير، هذه التربية التي تعودنا عليها من خلال حواراتنا ومن خلال حديثنا، ومن خلال الخطب، ومن خلال الحوار الذي نسمعه، والخطاب والحديث الدعوي فيه نفس من المبالغة نتيجة غيرة الإنسان وحماسته، فهو حينما يرى الحضور أمامه والناس حوله يتحمس ويؤدي به هذا إلى أن يتجاوز القدر الطبيعي، وحينما يتكرر عند الناس استماع هذه الآراء يتشكل تفكيرهم بهذه الطريقة التي دائماً تتعود على المبالغة، ولهذا حينما يبدأ الإنسان يتحدث يقول: وهذا الموضوع من الأهمية بمكان -أي موضع يتحدث عنه- وهذا من أهم ما يعنى به إلى آخره، وحينما يختم تجد المبالغة سمة، إن وعظ بالغ، إن رجح مسألة فقهية استطرد وذهب يسرد لك الأدلة الطويلة التي ترجح هذا القول، إن تحدث عن ظاهرة اجتماعية، تحدث عن قضية دعوية، هذا النوع له أثره، فيربي الناس على هذا النمط من التفكير.