للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[ميزان الاعتدال]

السؤال

ما هو الميزان الحقيقي للاعتدال، وهل يختلف من مجتمع إلى آخر؟

الجواب

عندنا ميزانان: ميزان الشرع، وميزان العقل الصحيح، فما وافق الشرع ليس فيه غلو، مع التفريق بين فهم الناس للشرع وبين نصوص الشرع؛ لأن بعض الناس -مثلاً- يستدل بقول الله عز وجل: {وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النور:٢] فيطبق هذا على أهل المعاصي، بينما نجد النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن الأمة: (إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب)، يعني: يجلدها الحد، لكن لا يلومها ولا يؤنبها، ولما قالوا في شارب الخمر: أخزاك الله، قال: (لا تعينوا الشيطان عليه)، فالشرع هو ميزان العدل، ما دل عليه الشرع فهو عدل وهو الوسط وهو الميزان، لكن أيضاً ينبغي أن نحذر أحياناً من فهمنا الخاطئ لنصوص الشرع، ثم ما سوى ذلك العقل والمنطق، هناك أمور كثيرة ليس فيها نص للشرع، إنما تركت للناس؛ كوسائل الدعوة، وتقويم واقع الناس، هناك أمور تركت لاجتهاد الناس وعمل الناس، أن يجتهدوا في البحث عما هو الأصلح في حياتهم في مثل هذا الأمر، فميزان الاعتدال في هذا العقل والمنطق، والرأي المبالغ فيه -حتى لو كان حقاً- قد تجاوز صاحبه في مبالغته في هذا الرأي.