للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كون الإيمان أفضل الأعمال]

لماذا -معشر الإخوة- نحن نحتاج إلى التربية الإيمانية؟ ويكاد يكون حديثنا إجابة على هذا السؤال، فما سيأتي من حديثنا كله إجابة على هذا السؤال.

أولاً: نحتاج نحن إلى التربية الإيمانية؛ لأن الإيمان هو أفضل الأعمال، وهو القضية الأساسية للمسلم في هذه الحياة، فالمسلم إنما يدعى للإيمان، ويسعى إلى تحقيق الإيمان، والإيمان هو أفضل الأعمال كما أخبر صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث، فحين سئل صلى الله عليه وسلم: (أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله.

قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله) فجعل صلى الله عليه وسلم الإيمان بالله هو أفضل الأعمال، وفي حديث أبي ذر في الصحيحين أنه حين سئل قال: (إيمان بالله عز وجل).

ولو استعرضت ما أجاب به صلى الله عليه وسلم أولئك الذين سألوه عن أفضل الأعمال لوجدت أن هذه الإجابات مع اختلافها، وتنوعها بحسب تنوع حال السائل، كلها مدارها على الإيمان، فيجعل صلى الله عليه وسلم أفضل هذه الأعمال الإيمان بالله عز وجل، وحين جاء وفد عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: (يا رسول الله! لقد حال بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فلا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر فصل نأمر به من وراءنا.

قال صلى الله عليه وسلم: آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان؟) ثم ذكر صلى الله عليه وسلم شيئاً من شرائع الإيمان.

والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله هذا الوفد أن يأمرهم بأمر فصل، وحين سأله هؤلاء أن يبين لهم أمراً يستغنون به، ويعلمون به من وراءهم؛ إذ هم لا يستطيعون أن يصلوا إليه إلا في الشهر الحرام؛ أمرهم صلى الله عليه وسلم بالإيمان بالله وحده.