للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تقوية القدرة عند أبنائنا على التقويم]

الأمر الخامس الذي يقوي المانع: تقوية القدرة على التقويم.

فنقوي قدرة الابن على أن يقوم الظواهر، وأن يقوم الأشخاص، وأن يقوم الأفكار، وأن تكون عنده الآلية التي تدعوه إلى إصدار الحكم الصحيح؛ لأنه ستواجهه أفكار جديدة، وستواجهه مواقف، وسيتعامل مع أشخاص وسيتعامل مع فئات، فلا بد من أن يملك القدرة على التقويم، وأن يملك القدرة على أن يعرف الشخص المناسب من غير المناسب، وأن يعرف الصواب من الخطأ، وأن يعرف المستقيم والمنحرف، والقضية ليست بمجرد معلومات وأحكام نلقنه إياها بل نحن بحاجة إلى أن نبني هذه المهارة والقدرة عنده، وأن نقوي قدرته على النقد، فيستطيع أن ينتقد ما يراه انتقاداً مبنياً على أسس موضوعية، ليس مجرد الرفض للرفض، بل يستطيع أن يقول: إن هذا الموقف غير صحيح؛ لكذا وكذا، وتستطيع الفتاة حين تخرج متحجبة أن تدافع عن نفسها، وتستطيع أن تنتقد الواقع الآخر، وأن تنتقد تلك الفتاة المتبرجة، والشاب الذي يرفض أن يقيم العلاقات المحرمة يستطيع أن يبرز موقفه، وأن ينتقد موقف الآخرين.

أن نقوي القدرة على اتخاذ القرار وهو أمر مهم، إنه يحتاج إلى اتخاذ قرارات كثيرة في حياته، وستواجهه مشكلات يقدر أن يتعايش معها، وستواجهه صعوبات في تدينه، فهو بحاجة إلى أن يملك القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، فنحن بحاجة إخواني وأخواتي إلى أن نقوي هذه القدرات وهذه المهارات التي تعينهم على أن يكون لديهم المانع القوي الذي يحول بينهم وبين تلقي تأثيرات البيئة السيئة.