للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضابط النقد الجاد]

السؤال

ما ضابط النقد الجاد وكيفية استثماره؟

الجواب

النقد الجاد الذي يكون له نتيجة عملية؛ فكل واحد يستطيع ينتقد، فلو نقول الآن: من أفصح شخص فيكم؟ فيقول شخص: أنا، ويقوم فيلقي خطبة عصماء، فواحد يقول لك: لحن في كذا وكذا، وواحد يقول لك: أخطأ في هذه الآية، وواحد يقول لك: مستوى العاطفة عنده مرتفع، وكل واحد ينتقد، سهل الانتقاد، لكن هذا انتقاد غير عملي، نريد نحن الانتقاد العملي الانتقاد الجاد فعلاً، تجد -مثلاً- الناس بعد خطبة الجمعة يتجمعون فينتقدوا خطيب الجمعة: بالغ في كذا، قال كذا، تحدث عن كذا، لكن ما هو نقد عملي؛ لأنه ولا واحد منهم يوماً من الأيام فكر أن يخاطب الخطيب بمثل هذه الملحوظة، فهذا نقد غير جاد، وأعتبره نقداً هازلاً.

عندما نتحدث في المجالس ننتقد المؤسسات الدعوية، وننتقد البرامج ونتحدث عنها ونطيل الحديث فيها أيضاً أنا أعتبر هذا نقداً غير جاد، فالنقد الجاد هو الذي يوجه إلى أصحابه، للقنوات السليمة، ثم أيضاً النقد الجاد -ليكون نقداً موضوعياً- يأخذ في الاعتبار المحاسن والمساوئ، ويأخذ في الاعتبار أيضاًَ العناصر البشرية، وأن البشر لا بد أن يكونوا بشراً يقعون في الخطأ، وأتصور أن هذه بعض معالم النقد الجاد العملي.