للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضبط المواعيد]

الاقتراح الخامس: ضبط المواعيد بدءاً وانتهاءً: بحيث تكون مواعيدنا دقيقة، فكثير من المسلمين اعتاد على المواعيد المفتوحة إلى القمة، تقول له مثلاً: متى تأتي؟ فيقول: آتيك بعد العصر مثلاً، بعد المغرب بين الصلاتين المصطلح الشائع بعد العشاء وقت مفتوح.

تريد أن تقابل شخصاً لقضية سهلة أو استشارة في موضوع، تقول له مثلاً: ائتني بعد العشاء، وتجلس معه بعد العشاء ساعات طويلة، والمقصود من هذه الزيارة لقاء وسلام، وتفقد للأحوال، أو ربما أمر كان يتم بدون ذلك.

لكن لماذا لا نجرب أن نضبط أوقاتنا بدءاً وانتهاءً، فمثلاً بدلاً من أن يكون الموعد بعد العصر نجعله الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف أو السادسة، ثم نضبط موعداً لنهاية الوقت، وقد كنت أتصور سابقاً حينما أتعامل مع بعض الناس ومع بعض المشايخ الدقيقين جداً في أوقاتهم، أن هذه صورة من صور تعذيب النفس، لكن عندما جربت ذلك وجدت أنه سهل جداً.

بل وجدت أن قمة تعذيب النفس وقمة الإعياء أنه تحدد موعداً لا تعرف متى يكون، وتعيش في قلق لا تدري متى يأتيك صاحبك، وإذا أتاك لا تدري متى يذهب، فشعرت أن الوضع طبيعي جداً، ويستطيع الإنسان أن يضبط أوقاته.

لكن يجب أن تكون واقعياً، فحينما تضع موعداً الإنسان إلى الساعة الخامسة، فعندما تأتي الساعة الخامسة وخمس دقائق وما أتى فليس معنى هذا أن فيه صفة من صفات المنافقين حتى يدعها، وأنه مخلف الوعد، أو تعتبر أن هذه وسيلة تستحق أن تعاقب عليها فلا تنتظره.

أنا شخصياً أضع فرصة لإنسان في الحدود الطبيعية من عشر دقائق إلى ربع ساعة، فيمكن أنه حدث له عذر أو ظرف، كزحام في الطريق، فإذا تجاوز ربع ساعة شعرت أنه تأخر، لكن الربع ساعة يجب أن تخصمها من الوقت المخصص له، فهو الذي فرط فيه، إذا أعطيت إنساناً موعداً من الساعة الخامسة إلى السادسة وأتاك الخامسة والربع فالمفترض أن نلزم أنفسنا بأن ينتهي الموعد الساعة السادسة، ولا يمكن أن أعوضك؛ لأن الربع ساعة التي أضعتها لا يمكن أن تعوض.

فأنا أكون واقعياً على الأقل فلا ألوم الناس، أنا أفترض أنك ربما تخالفني، لكن على الأقل تحدد وقتاً مسموحاً به أو وقتاً يكون فيه مجال للتأخر.

أيضاً نفس الطريقة في انتهاء الوقت، فعندما أريد مثلاً موعداً مع شخص في أي أمر ديني أو دنيوي، أو استشارة في موضوع، أو في منقاشة أي قضية، فإني أنظر كم يكفيني من الوقت، فإذا كانت تكفيني نصف ساعة من الوقت مثلاً، فإني أجعل الوقت يكون ساعة إلا ربعاً، لأن الناس ليسوا آلات بحيث يدخل إلى صاحبه فيبدأ بالموضوع مباشرة، فعلى الأقل ما يسمونه بالتدفئة الاجتماعية، كسؤال عن الأحوال والأخبار، ومن هنا وهناك، ثم بعد ذلك يكون النقاش في مثل هذا الموضع.

وإذا كان صاحبك غير منضبط أو ثقيلاً، وتعرف أنت أنه لا يستأذن بعد انتهاء الوقت، وقد تشعر أن هناك حرجاً أن تقول له: الوقت المخصص قد انتهى، فيمكن أن تضبط الموعد بوقت الصلاة، فإذا واعدته إلى الساعة السادسة فهذا يعني انتهاء الموعد الساعة السابعة إلا ثلث باعتبار وقت الأذان، وهذه وسيلة جيدة لضبط الوقت دون حرج، مع أني أرى أننا يجب أن نكون صرحاء وواضحين في أوقاتنا كما سيأتي بعد قليل.