للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجرأة على الاعتذار]

الاقتراح الثامن: الجرأة على الاعتذار: وأنا أقول بصراحة: يجب أن نكون أمام خيارين: إما أن نكون جريئين على أن نعتذر، أو أن نكون جريئين على إضاعة أوقاتنا، ونختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، كما هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

بل الناس ربما يتأففون من الجرأة على الاعتذار، والقضية قضية عادة، فإذا اعتاد الناس فيما يستقبل يصبح الأمر سهلاً وديدناً لهم.

ثم قبل هذا يقول الله عز وجل: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} [النور:٢٨].

فيمكن أن يأتيني زائر فأعتذر له عن المقابلة، ويمكن أن أجيبه من خلال سماعة الباب وأقول له: أعتذر عن مقابلتك فأنا مشغول، ويجب أن تستعد وتتهيأ نفوسنا لقبول هذا، فإن الله عز وجل قد قال ذلك في كتابه، بل قال: {هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} [النور:٢٨]، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (الاستئذان ثلاثاً، فإن أذن لك وإلا فارجع).

والقضية تحتاج إلى موقف أو موقفين، فربما تخسر شخصاً أو شخصين، لكن أنا أظن أن خسارة بعض البطالين والثقلاء أفضل بكثير من خسارة وقتي، بل أنا أعتبر خسارة البطال مكسباً؛ لأنه عندما يجد في نفسه شيئاً وتخسره ربما أنت تربح؛ لأن هذا لن يأتي إليك مرة أخرى، فتكون قد وفرت جزءاً من وقتك.

وبصراحة يجب أن تكون أوقاتنا ثمينة، وهذا يدعونا إلى أن نكون جريئين في الاعتذار.

ربما تأتيك أوقات تشعر أنك تضطر إلى المجاملة فيها، فعندما تكون في البيت ويأتيك شخص عزيز عليك فقد يكون غير لائق أن تقول له: ارجعوا هو أزكى لكم، لكن من الأولويات أن تصرف ما أنت منشغل فيه إلى صاحبك، ويسهل تعويض ذلك؛ لأن هذا في الواقع ليس إضاعة للوقت، لكن حينما يكون الأصل عندنا هو الاستقبال، فأظن أن هذا ليس من المحافظة على الوقت.

دخلوا على أحد السلف فقالوا: لعلنا أشغلناك! قال: أصدقكم كنت أقرأ فتركت القراءة من أجلكم.