للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التوبة في حق من أسرف في المعاصي]

السؤال

هذا سؤال طويل يقول: إني أسرفت على نفسي بالمعاصي والكبائر وفعلت وفعلت مما لا أستطيع ذكره في مثل هذا المجلس، ولكن أنعم الله علي بالتوبة النصوح ثم يسأل عما وراء ذلك.

الجواب

بالنسبة للمعاصي التي بينك وبين الله سبحانه وتعالى لا يلزمك إلا أن تتوب وتستغفر الله عز وجل وتقبل عليه، ولا يلزمك شيء بعد ذلك.

أما ما يتعلق بالمخلوقين مثل أخذ مال أو هتك عرض، فإذا كنت قد أخذت مال أحد ظلماً أو غشاً أو سرقة فإن عرفته واستطعت أن تعيده إليه بأي وسيلة ولو بغير وسيلة مباشرة فحسن، وإلا فتصدق به عنه على أنك متى رأيته فإنك ستعطيه إياه، وحين تكون صادقاً مع الله عز وجل فإن الله سبحانه وتعالى يقضي عنك، وييسر لك أن يعفو عنك هذا عن حقه يوم القيامة.

ولا تقنط فالله عز وجل يقول: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام:٥٤].

{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان:٦٨ - ٧١].

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر:٥٣ - ٥٤].

والآيات والنصوص في هذا كثيرة فينبغي لك أن لا تيئس مهما بلغت الذنوب: (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي).