للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دقائق الورع التي ينهى المقصرون عنها]

السؤال

عندما ذكرتم القاعدة السادسة، وهي أن دقائق الورع لا تكون إلا لخواص الناس الذين استكملوا الحسنات الظاهرة، وتركوا المحرمات عموماً، وذكرتم أنه على هذا فترك دقائق الورع لأمثالنا من المقصرين خير، فهذا صحيح؛ ولكن هذا يعني أن المقصر إذا كان يستطيعه لا يفعله، ولو كان حتى منفرداً مع محاولة هذا الشخص إكمال نفسه وإصلاحها؟

الجواب

إذا كان يستطيع فليتوجه للأمور الأهم، مثل السنن الشرعية المتأكدة في القرآن وقيام الليل والصدقة والإحسان للناس، وترك المحرمات والمكروهات ويبتعد هذا عن الكلام في الدقائق، لا عن ترك المشتبهات، وضربنا أمثلة بإنسان يستأذن في الأخذ من المحبرة أو يعيد الورقة التي اشترى عليها السمن للذي باعه، مثل أن يأتي إنسان فيأخذ (شوارما) يأكله وبعد أن ينتهي يعيد الورقة إلى صاحبها مثلاً، فهذه دقائق الورع.

بعض الناس يتصور أن ترك النظر الحرام من دقائق الورع، أو يتصور أن ترك الأمر الذي فيه شبهة من دقائق الورع، وإنما المقصود بدقائق الورع الأمور التي يسوغ للإنسان أن يتركها بكل سهولة.

ولهذا أنكر السلف على من فعل ذلك لأن الأمر واسع فيها.

فقضية تحرير الدقائق أمر مهم، لأنه مقياس في أن هذه من الدقائق أم ليست من الدقائق.