للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من قصص موسى وبني إسرائيل]

من الأمور المهمة قراءة التاريخ، فحين نقرأ التاريخ سنجد أن الفرج دائماً يأتي بعد الشدة، ويأتي بعد الضيق، ولنضرب على ذلك نماذج سريعة: في قصة موسى مع بني إسرائيل، جاء موسى وقد تسلط فرعون كما قلنا قبل قليل على بني إسرائيل، واستعبدهم واستذلهم، ثم حصل ما حصل، فأمره الله عز وجل أن يخرج ببني إسرائيل فخرج، فلحقه فرعون وقومه، حتى كانوا أمام الخطر المحدق، البحر أمامهم وفرعون وراءهم، بالمنطق المادي قالوا: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء:٦١]، قال موسى: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:٦٢].

قمة الخطر على بني إسرائيل، قمة سوء الأوضاع هنا، في السابق كان يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم، فهو وضع فيه استعباد، لكن كان يمكن الناس أن يعيش بعضهم، لأنه فرعون وقومه ما أرادوا أن يهلكوا بني إسرائيل، لكن الآن بنو إسرائيل محصورون هنا، وليس أمامهم هنا إلا البحر وراءهم فرعون، فليس أمامهم إلا الإبادة، فقد شعروا بأن حياتهم انتهت، فحصل لهم الفرج، {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ} [الشعراء:٦٣ - ٦٥]، وأهلك الله فرعون، فانظر كيف أتى الفرج بعد هذه الشدة!