للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرقى]

الأمر الثاني: الرقى، وينبغي أن نعلم أن هذه المسألة كثر في هذه الأيام الحديث عنها، ما هي الرقية الشرعية؟ وما الرأي في هؤلاء القراء الذين صاروا ينتشرون في كل مكان؟ وهذا الأمر أيها الإخوة في الله يحتاج منا إلى وقفة فأقول: يجب أن نعلم أولاً أن الرقية الشرعية لا تصح إلا بشروط منها: الشرط الأول: أن تكون بكلام الله تعالى وبأسمائه وصفاته.

الشرط الثاني: أن تكون باللسان العربي.

الشرط الثالث: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل هي سبب من الأسباب، والنافع الشافي هو الله سبحانه وتعالى.

ومن هنا فإن من المهم جداً أن أذكر بعدة أمور.

الأمر الأول: كثير من الناس يغفل عن الرقية الشرعية التي يقوم بها الإنسان نفسه حين يرقي نفسه أو أحداً من أهل بيته، وهذا يجب أن يتنبه له الجميع، إذا الإنسان عنده مريض فعليه أن يرقى هو، وأن يُخلص في رقيته وفي دعائه فإن الله سبحانه وتعالى ربما جعل مثل هذه الرقية سبباً للشفاء.

أما ما يفعله كثير من الناس وهو أنه إذا وجد عندهم المريض تعلقت النفوس بغير الله سبحانه وتعالى سواء كانوا قراء أو أطباء! فلا، بل يجب على الأسرة أن تكون صابرة محتسبة، ويجب عليها أن تبذل الوسائل الشرعية ولا مانع من فعل الأسباب.

الأمر الثاني: ليس كل من قيل عنه إنه يقرأ يذهب إليه الإنسان، بل يجب عليك أن تبحث عن القارئ الذي تعرف عنه الصلاح والتقوى، فإذا عرفت من حال القارئ أنه من أهل الصلاة وأنه من أهل الصلاح، فحينئذ لا مانع من أن تذهب إليه، لكن ما نجده اليوم من انتشار كثير من القراء وبعضهم لا يُعرف حاله، وبعضهم يستراب في أمره، ومع ذلك فإن الناس يتوافدون عليهم زرافات ووحداناً؛ نقول: إن مثل هذا الأمر مما يجب أن يُحتاط له وأن ينتبه له الناس، لقد تعلقت النفوس بغير الله سبحانه وتعالى، وأصاب الناس كثير من الوهن والضعف، فلنحذر من هذا الأمر، وإذا ما احتجنا وأردنا أن نطلب من أحد أن يقرأ فعلينا أن نبحث عن القارئ الذي نعرف صلاحه وتقواه، ويجب أن نتقي الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر العظيم.