للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية الثقافة التربوية لمن يمارس التربية]

السؤال

يذكر البعض أن التربية لا يستطيع العمل بها إلا الذين درسوا التخصصات التربوية، وأنها صعبة، ويعملون أعمالاً كثيرة مستغربة، ويقولون: أنتم لا تفهمون، وفي اعتقادي أن أي إنسان يقرأ في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعنده فهم يستطيع أن يؤدي التربية، أي أنها ليست محصورة، فما رأيك؟

الجواب

القضية تحتاج إلى توازن، فأن نقول: إن كل إنسان يربي لابد أن يكون متخصصاً في التربية هذا مستحيل، وهذا خطأ، وأيضاً أن نهمل هذا الجانب هذا هو الآخر خطأ، فنحتاج نحن إلى من يتخصص بالتربية كعلم مستقل، ليؤصل لنا، ويحل لنا مشاكل تربوية، ويطرح لنا نظريات تربوية.

ونحتاج إلى من يمارس التربية وأن يكون عنده على الأقل وعي تربوي، وعنده ما يمكن أن نسميه بالثقافة التربوية أو القراءة التربوية، فلا يسوغ أن نهمل أيضاً العلم التربوي الذي قام وله أصوله فنقول: لسنا بحاجة إليه مطلقاً، وكذلك أيضاً لا يسوغ أن نبالغ ونرى أن كل إنسان يربي لابد أن يكون متخصصاً بالتربية، فالتوسط في ذلك مطلوب.

لكن أنا أؤكد أن الذين يمارسون التربية يجب أن يكون عندهم على الأقل ثقافة تربوية، أن يكون عندهم قراءة في بعض كتب علم النفس، وبعض كتب التربية، ويكون عندهم تصور لبعض النظريات التربوية التي تساعدهم على تحقيق هذه الأهداف، وعلى الاستفادة المثلى من قراءة السيرة النبوية وسير السلف، حتى قراءة السيرة وسير السلف إذا لم يكن عندك عقلية تربوية قد لا تستطيع أن تستنبط منها المعاني التربوية التي تحتاج إليها.