للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وإليك البديل]

الصفحة الرابعة عشرة: وإليك البديل: حينما نطلب منك أن تتخلى عن جلساء السوء، فإننا لا ندعوك إلى أن تعيش وحيداً، ولا ندعوك إلى أن تعيش حبيس حوائط أربعة، ولا ندعوك إلى أن تكون كأختك، بل ندعوك إلى بديل آخر، إلى رفقة يقول الله عز وجل عنهم يوم القيامة: {الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٦٧].

قارن -أخي- بين الحالتين، بين من يقول: {لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا} [الفرقان:٢٨]، ويقول: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} [ق:٢٧]، ويقول: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف:٣٨]، وبين أولئك الذين قال الله عنهم: {الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٦٧]، نعم، إنهم الصحبة الصالحة، والرفقة الصالحة.

ليس هذا فقط، فهناك نعيم آخر، يقول الله عز وجل يوم القيامة: (أين المتحابون بجلالي؛ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).

ليس هذا فقط، بل هناك نعيم آخر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المتحابون بجلال الله على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء).

أما بعد دخول الجنة فيزول كل ما في القلوب، {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:٤٧].

أما أولئك فيقولون: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} [الأعراف:٣٨]، أولئك يدعون على قرنائهم، ويلعنونهم، ويتبرءون منهم، أما هؤلاء فقد نزع الله ما كان في قلوبهم من غل.

إنه بديل فعلاً خير لك من هذا الجحيم الذي تعيشه، والذي عبرت أنت عنه بأنه رفيق السوء وزميل السوء.