للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إساءة الفهم في الدعاة]

السؤال

قضية من يسيئون الفهم في الدعاة، وفيما يقولون وما يكتبون، ويتخذون هذا مجالاً للتكلم في أعراضهم، والوقوع في نياتهم ومقاصدهم.

الجواب

أولاً: هؤلاء لا يستحقون أن نجعل منهم قضية ومشكلة نتحدث عنها، لكني فقط ألفت أنظاركم إلى قضية لتتأملوا فيها، وهي واقع هؤلاء، ماذا يعملون؟ وماذا يقدم مثل هذا الرجل؟ لا يعمل شيئاً؛ هناك ارتباط عكسي بين كثرة الانتقاد وبين العمل، فأكثر الناس انتقاداً لهؤلاء الدعاة والعلماء لا يعمل شيئاً.

أنت ترى بعض الدعاة والعلماء وقته كله مليء، وتحتاج منه موعداً فلا تستطيع أن تحصل منه على وقت، لأنه رجل عامل يجاهد، وهذا إنسان فارغ، مرة في بيت فلان، ومرة في بيت فلان، ومرة في المناسبة الفلانية، فأنا أقول: يكفيك من شؤم هذا المسلك أن أصحابه غير عاملين، لا يقدمون شيئاً، ولا يعملون شيئاً، العمل الوحيد الذي يقدمونه هو تفكيك الصف.

نحن بحاجة إلى عمل، أنا أسألكم: نحن الآن في مجتمعاتنا الإسلامية جملة نعاني من أزمات، ومن الحكم بغير ما أنزل الله، ومن تنصير وتغريب للأمة، وانتشار للفساد الأخلاقي، وحرب على الإسلام، وحرب على الصحوة الإسلامية، وجهل بالعقيدة، وخطأ في الأخلاق والسلوك، وجهل بالعبادة، وأمراض كثيرة، فماذا قدمت أنت تجاه هذه القضايا؟ إنه لا يقدم شيئاً، فجهده كله مصروف لهذه القضايا.

أما الشباب الذين يسهرون على الفساد والسوء، فلا يمكن أن يذهب ولينصحهم، وليس عنده استعداد، لا يمكن أن يخطو خطوة واحدة في مواجهة المنصرين ودعاة التغريب، بل ربما تراه يدافع عن هؤلاء، وربما ينفذ مخططات لهم من حيث يشعر أو من حيث لا يشعر.

فأنا أقول: القضية لا تستحق أن نتحدث عنها، لكن عندما تنظر إلى هذا الجانب الوحيد ترى أن هؤلاء أقل الناس عملاً، وهذا طبيعي، فالرجل الجاد لا تشغله هذه القضايا، ثم هذا لا شك أنه ناتج عن سوء ظن، أو عن سوء قصد.

أنا أعرف كثيراً منهم خيرين ليسوا سيئي النية أصلاً، وبعضهم يرى أن هذا من الدين، لكن هذا مبلغه من العلم، وهناك من يدفعه الحسد، وهناك من يدفعه أمر آخر، وهناك من له مقاصد أخرى.