للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأمن من الفتنة في الدين]

السؤال

أنا شاب لا أخشى ولا أخاف أن أنتكس بعد هداية، وحين أدعو بالدعاء الوارد لا أستشعر أنني من الممكن أن أعود وأرجع إلى طريق الضلال، فما رأيكم؟

الجواب

هذا خطأ لا شك، وهذا دليل على الإعجاب بالنفس والغرور، يا أخي! الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى التثبيت، فكيف بك؟! هل تتصور أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو عبثاً عندما يقول: (أعوذ بك من الحور بعد الكور)، أم أنه كان يرى أنه بحاجة إلى هذا الدعاء؟ ولعلكم تذكرون جميعاً عبارة السلف في النفاق: ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق.

فنعوذ بالله من أن نأمن من مكر الله، ونعوذ بالله من أن يصل بنا الإعجاب بالنفس إلى هذا الحد، إلى أن يتصور الإنسان أنه قد جاز القنطرة.

وأقول: إذا وجدنا هذا في أنفسنا فيجب أن نشعر أن هذا مرض نعاني منه، أرأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أليسوا كانوا يخافون من النفاق؟ وكما يقول ابن أبي مليكة: كل الذين أدركهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاف النفاق على نفسه، ما فيهم أحد يقول: إيماني كإيمان أبي بكر وعمر.

فما بالنا نحن لا نخشى على أنفسنا؟