للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحقيق الإخلاص]

ثامناً: عبادة المرء في بيته لها أثر عظيم في تحقيق الإخلاص في نفسه، وتجنب الرياء، وقد يجد المرء نشاطاً حينما يصلي مع الناس، وهو ليس باباً من أبواب الرياء بل هو من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب حال أولئك الذين إذا رءوا ذُكر الله عز وجل، فيشعر بنشاط وإقبال، لكن أيضاً العبادة في السر تلاوة وصلاة وذكراً لله عز وجل وتفكراً لها أثر آخر، وأمر آخر، وهما كالجناحين للطائر لا ينوب أحدهما عن الآخر، ولا يقوم أحدهما عن الآخر، إنك لا يمكن أن تستقيم حياتك ولا أن يصلح قلبك حين تعبد الله عز وجل في المسجد وحده، حين تعبد الله مع إخوانك ومع إخوتك فقط، أما حين تخلو بنفسك فليس لك نصيب من ذلك فستطير بجناح واحد ولا يمكن أن يطير الطائر بجناح واحد، ولهذا فلعبادة السر والتي غالباً ما تكون في البيت أثر عظيم أثر عظيم في إصلاح القلب وإصلاح النفس، وفي فتح جوانب من العبودية والتوجه لله سبحانه وتعالى لا يمكن أن تنفتح للعبد وهو مع الناس وفي مشاهد الناس، ولها أثر في تحصيل الإخلاص في قلبه وتنقيته من شوائب الرياء وإرادة ما سوى الله عز وجل.