للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لا مجال للمخاطرة]

قد يقود الفراغ -وربما الفضول- الفتاة لمكالمة هاتفية خاطفة قد تكون بداية المأساة لهذه الفتاة، فإما أن يعرف ذلك أحد الوالدين، فتقع الفتاة في دوامة من الحيرة والقلق لا نهاية لها، أو أن يتم اللقاء والفضيحة فتدمر مستقبلها وحياتها، أو أن يكون ذلك مدعاة لقتل عفافها، واسمعي لهذه الرواية في مجلة الأمة الصادرة بتاريخ ٢٢/ ٧/١٩٨٧م نقرأ هذه المأساة أنا فتاة أبلغ من العمر التاسعة عشرة، في السنة الأولى في الجامعة اعتدت أن أراه في ذهابي وعند عودتي من الجامعة، في كل مرة يبادلني التحية، وتصادف أن التقينا في مكان عام، وشعرت معه بمعنى الحياة، تعاهدنا على الزواج، ثم تقدم لخطبتي، وعشت أياماً سعيدة، وفي ذات يوم حدث بيني وبينه لقاء فقدت فيه عذريتي، ووعدني أن يسرع بالزواج، وبعد عدة شهور من لقائنا اختفى من حياتي وأرسل والدته لتنهي الخطوبة، ولتنهي معها حياتي كلها، فالحزن لا يفارق عيني، أعيش في سجن مظلم مليء بالحسرة واللوعة والأسى، ولا تقولي لي: إن الأيام كفيلة بأن تداويني بنعمة النسيان.

فكيف أنسى ما أصابني من الذي أعطيته كل شيء، وجعلني لا أساوي شيئاً؟ إنها نهاية يا فتاة قد تكون هي النهاية التي تصل إليها كل فتاة تسلك هذا المسلك، وقد تكون أول خطوة في هذا الطريق وهذه النهاية، هي مكالمة خاطفة، فهل يستحق الأمر هذه المخاطرة؟