للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدعوة إلى الله وحمل همّ الإصلاح

سادساً: الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وحمل هم الإصلاح.

من هم الذين يقومون بأمور الدعوة اليوم ويحملون همها، ويتحملون اللأواء في سبيلها، أليسوا هم هؤلاء الشباب، إننا وبحمد الله نرى هذا الجيل وهذا النشء المبارك قد أخذ هذه الدعوة على عاتقه، ها نحن نراه يصعد المنبر يخطب الناس، أو يقف أمامهم واعظاً، أو داعياً بأي وسيلة من الوسائل، ها نحن نراه يحيي الدعوة في مدرسته، في جامعته، في حيه، بل ها نحن نرى هؤلاء هم أبرز الناس، وهم أكثر الناس حملاً للدعوة.

وقد أصبح هم الإصلاح وهم التغيير في مجتمعات المسلمين يسيطر عليهم، بل يشغلهم عن سائر الأمور التي يهتم بها أقرانهم، ولا عجب ولا غرابة، فقد كان فرط هذه الأمة ورعيلها الأول أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثير من الشباب، إن خمسة من العشرة المبشرين بالجنة كانوا من الشباب، كانوا من أمثال هذا الجيل، إن طائفة من السابقين الأولين إلى الإسلام، أمثال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسعد بن أبي وقاص وخباب بن الأرت وغيرهم وغيرهم، كان هؤلاء لم يصلوا إلى العشرين من أعمارهم، ومع ذلك كانت لهم أدوار مثلى وكان لهم القدح المعلى في الدعوة لهذا الدين والجهاد في سبيله والقيام بنصرته، ولهذا لا غرو أن نجد هذا الجيل وهذا النشء المبارك يحيي سنة أسلافه: (ومن تشبه بقوم فهو منهم) ومن سار على طريق أولئك فهذا بإذن الله حري وجدير به أن يحشره الله تبارك وتعالى معهم: (فالمرء يحشر يوم القيامة مع من أحب).