للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التفوق في مجالات الحياة المختلفة]

تاسعاً: مما يميز هذا الجيل المبارك من الشباب الصالحين والفتيات الصالحات التفوق في سائر مجالات الحياة المختلفة.

مع ما شغل به هؤلاء من الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، ومن حفظ كتاب الله تعالى وتعلم العلم الشرعي، ومن نصرة قضايا المسلمين والاشتغال بها؛ مع ذلك كله هاهم يثبتون للناس أنهم هم المتفوقون في مجالات الحياة، ولا شك أن الاطلاع على نتائج الامتحانات في جامعة من الجامعات في بلاد المسلمين أو مدرسة من المدارس للشباب أو الفتيات تعطينا دليلاً على أن هؤلاء المتدينين الصالحين هم الذين يتصدرون القائمة، وأن أغلب هؤلاء الذين يحققون التفوق هم والحمد لله من هؤلاء.

لقد سعى أعداء هذه الدعوة إلى أن يصوروا للأمة أن التدين والاستقامة إفراز لمشكلات نفسيه أو لمشكلات اجتماعية واقتصادية، وأنه إفراز لتخلف يعاني منه هؤلاء، لكن يرى المسلمون بأعينهم أن هؤلاء كما أنهم قد فاقوا في العلم الشرعي، وفي حفظ كتاب الله، فقد فاقوا في سائر التخصصات، فهم الأوائل في الكليات التي تعنى بالدراسات التطبيقية.

وفي إحدى كليات الطب كان الخمسة الأوائل من الطلاب في سنة من السنوات كلهم من الشباب المتدينين الصالحين، وهي قضية تزعج أولئك وتقض مضاجعهم، مع أن هؤلاء قد عمروا معظم وقتهم في تعلم علم نافع، أو في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فلم يصدهم ذلك عن أن يتفوقوا، وعن أن يبزوا أقرانهم.

وفي إحدى البلاد الإسلامية، والتي كانت أول بلاد سعي فيها إلى تحرير المرأة ورفع الحجاب، كانت نتيجة الثانوية العامة على مستوى تلك البلاد أن ثمانياً من العشر الأوائل من الطالبات هن من المحجبات.

هذا في بلد هي أول بلد رفع فيه الحجاب، ومع ذلك تأتي هؤلاء الفتيات ليقلن للعالم أجمع: إن الحجاب والتدين ليسا -كما يطرحه أولئك- إفرازاً لعقد نفسية، أو مشكلات اجتماعية، وليثبت هؤلاء أن المتدينين هم أقدر الناس، فهم الذين يدركون أن قضية الحياة قضية جادة، فهم أينما ساروا وأينما ذهبوا هم المتفوقون، وهم الذين يثبتون للناس أنهم متفقون في مجالات الحياة، مع أن غيرهم أولى بالتفوق، لأن هؤلاء قد حملوا هموماً أكثر من غيرهم.