للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاعتذار عن مكارم الأخلاق بأن النبي لا يمكن أن يكون مثله أحد]

السؤال

قد يعتذر كثير من الناس حينما يُدعى إلى مكارم الأخلاق والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تعالى قد اختاره واصطفاه ولا يمكن أن أكون مثله، فما رأي فضيلتكم؟

الجواب

حينما نقول له: كن مثل النبي صلى الله عليه وسلم تماماً يقول ذلك، لكن حينما ندعوه إلى مكارم الأخلاق نقول: ليست مكارم الأخلاق درجة واحدة يقفز إليها الإنسان قفزة وإلا كان سيئ الخلق، بل هي درجات ومراتب، والله عز وجل أمرنا ورتّب على حسن الخلق الدرجة العالية، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم، وأنه صلى الله عليه وسلم كفيل ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.

النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكر هذا الحث عبثاً، لو كانت الأمة غير قادرة على أن تتخلق بهذا الخلق الحسن لما خوطبت بذلك، ولما كلفت ذلك، والناس لم يكلفوا إلا بما يطيقون، ولم يخاطبوا إلا بما يستطيعون، فما دام النبي صلى الله عليه وسلم قد دعانا لذلك وأمرنا به فهذا يعني أننا نطيق ذلك.

من الشواهد على ذلك أننا اليوم نرى في كل مجال وميدان، ليس من التاريخ البعيد بل من الناس الذين نعيش أمامهم؛ نرى من نتمنى أن نكون على حسن خلقهم في أي باب وأي مجال من المجالات، وهؤلاء بشر مثلك.