للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الثبات وأسبابه]

جانب آخر: وهي قضية مهمة ترتبط بالثبات يجب نعيها، فالله عز وجل أخبر أنه ربط على قلوب هؤلاء وثبتهم وأعانهم ووفقهم، وذلك لأنهم بذلوا السبب فآمنوا بالله، ثم لما رأوا أن بقاءهم مع قومهم قد يكون سبباً لفتنتهم تركوا قومهم وأووا إلى الكهف: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا} [الكهف:١٦]، ثم حين بعثوا أحدهم: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا * إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف:١٩ - ٢٠].

إذاً: فالمسلم حتى يثبته الله يحتاج إلى أن يبذل الأسباب، وأن يجتهد فيبتعد عن مواقع الفتنة ويحذر منها ويتجنبها، ثم يكل أمره إلى الله فيثبته الله عز وجل حينئذ، أما الذي يرمي نفسه في اليم ويسأل الله الثبات فهذا لم يفعل السبب الذي يستحق من أجله أن يوفق وأن يعان.