للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[محاولة هداية بعض المنحرفين]

الهدف الثاني وهو قريب من هذا الهدف، لكني أؤكد عليه وهو: محاولة هداية بعض المنحرفين: هناك نوعية من الطلاب في غاية السوء، فلا ينبغي أن نيأس من هؤلاء، والآن توجد نماذج كثيرة، فتجد مروج مخدرات يتوب، وتجد مستعمل مخدرات يتوب، وكثير من الشباب الطيبين الأخيار الذين تراهم ولا تعرف تاريخهم كان تاريخه السابق سيئاً، ثم هداه الله عز وجل.

فيا أخي! ألم تفكر يوماً من الأيام أن تكون لك مساهمة؟ لماذا لا تنزل إلى الميدان؟ ولماذا لا نحاول أن نكسب واحداً؟ وأنا أقول: لو كان عندنا ثلاثون طالباً وأربعة مدرسين في مدرسة، وكسبنا في المدرسة في السنة اثنين فقط من الناس السيئين والمنحرفين واستقاموا وهداهم الله، سنحقق شيئاً كثيراً، وهناك وسائل كثيرة لتحقيق هذا، منها: النصيحة الخاصة: فعندما أجلس أنا وإياه، وأبدي له بعض المشاعر، وأقول له: أنت صحيح عندك كذا وكذا، لكن عندك جوانب خيرة، فأنت تصلي، وأنت مسلم، ثم تنصحه، قد يسخر منك، لكن في النهاية ستبقى هذه الكلمات تحترق في قلبه، وقد تكون هذه الكلمات سبباً في هدايته.

وأحياناً عندما تسأل عن سبب هداية بعض الناس تجده سبباً يسيراً.

أسلوب أخر مثلاً: أسلوب الشريط: أنا أطرح فكرة يمكن أن يقوم بها بعض الشباب، لكني أؤجلها للنقطة الثالثة، نأتي إلى هذا الشاب السيئ فتهدي له شريطاً أو كتاباً قد يكون أحياناً سبباً في هدايته، وكم من شاب استفاد بسبب الشريط أو الكتاب وهداه الله.

الرسالة: عندما تجلس في البيت وتكتب رسالة صفحتين أو ثلاث صفحات، فيها مشاعر جياشة لهذا الطالب، ونصيحة وموعظة، ولا تعطيه إياها في المدرسة، وعندما تخرج من المدرسة تقول له: تفضل، اقرأ هذه الرسالة، كم سيكون أثر هذه الرسالة عليه؟ أخيراً: هناك فكرة واقتراح أطرحه على الإخوة الأساتذة والطلاب أرجو أن تلقى عناية من الإخوة الأساتذة والطلاب، وأرى أنها وسيلة قد تكون مناسبة لدعوة بعض هؤلاء الشباب الذين يلاحظ عليهم بعض مظاهر الانحراف: مثلاً عندما يأتي أستاذ ويختار أربعة من الطلاب، ويكون هذا الطالب خامسهم، أو ستة من الطلاب، لكن من الطلاب الأخيار، ويأخذ هذا الطالب السيئ، فيكون طالباً وحيداً بينهم، ويخرجون جميعاً في رحلة خاصة، قد يكون لها طبيعة خاصة، ويعودون، ويعتنون بمثل هذه القضية، أتصور أنها ستنجح كثيراً، وقد طبقها بعض الإخوة، واستفادوا، وهدى الله على أيديهم بعض الشباب بسبب هذه الوسيلة.

حتى ولو لم يسمع مواعظ ولا نصائح في هذه الرحلة، مجرد كونه يخرج مع هؤلاء الشباب، ويرى كيف يتعاملون، ويأخذ صورة طيبة عن الناس الأخيار، أظن أنها ستنفع كثيراً، لكن لابد من الشباب أن يحذروا من بعض المزالق التي تسبب في ذلك، مثلاً ألا يخرج الطلاب وحدهم؛ لأنهم لن يصنعوا شيئاً، فلابد أن يستشيروا أستاذهم، ويكون معهم أحد الأساتذة، لا يناسب أن الطالب يتوسع مع مثل هؤلاء الذين عليهم انحرافات؛ لأنه قد يكون سبباً في التأثير عليه.

أنا أقول: هذه كفكرة أو كنموذج، وأتصور أن الأساتذة والطلاب قادرين على أن يبتكروا وسائل وأساليب أخرى أكثر من هذه عندما يعتنون بمثل هذا الأمر.