للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[انتشار المثيرات]

السبب الرابع: انتشار المثيرات.

ولن أتحدث عن الأسواق وعن التبرج، وعن ما يجري في ذلك، ولن أتحدث عما يفعله بعض الشباب الفسقة من الدوران حول مدارس البنات أثناء خروجهن من المدارس، إنما سأتحدث عن قضايا أخرى مرتبطة بالمثيرات: أولها: الفيديو، وأفلام الفيديو التي يشاهدها الشباب أكثرها وغالبها مما يدور حول هذا الأمر، ففي دراسة أجراها بعض طلبة جامعة الإمام على نزلاء إحدى الدور الاجتماعية أفادت أن ١٠٠% من أفراد العينة يشاهدون الفيديو، وعندما سئلوا عن نوعيات الأفلام التي يشاهدونها أجاب ٩٩% أنهم يشاهدون أفلان جنسية، والأفلام الجنسية تعني الأفلام المتفسخة، لأن ما يعرض الآن في التلفاز من أفلام الحب والغرام هذه لا يقصدون أنها أفلام جنسية، وإنما يعنون بذلك الأفلام التي تعرض الناس كما ولدتهم أمهاتهم.

وعندما سئلوا عمن يملك منهم جهاز فيديو أجاب ٢٥% فقط من هؤلاء بأنه يملك في بيته جهاز فيديو، إذاً ٧٥% منهم أين يشاهد الفيديو؟ يشاهده عند رفاقه، وتصوروا شاب مراهق ضعيف الإيمان يشاهد مثل هذه الأفلام الساقطة الوقحة مع زملائه ومع أقرانه!! ولذلك يتحدث أحد الذين سقطوا في هذه الرذائل -عافانا الله وإياكم- وهو لا يزال شاباً في أوائل المرحلة الثانوية يتحدث مع أستاذه فيقول: أجتمع أنا وبعض زملائي فنشاهد الأفلام الساقطة، ثم بعد ذلك نطبق ما فيها.

وكنت أتحدث مع شاب، كان هذا الشاب مستقيماً على طريق الخير والصلاح، فسألته عن سبب انحرافه لما تغير، فقال: إني كنت مع رفقة صالحة، فشغلت عنهم بسبب بعض المشاغل، فأصبحت أجلس في الحي، فرآني أحد الشباب من أهل الحي فدعاني إلى منزله، ثم نظرت إلى جهاز الفيديو، وبعد ذلك وقعت في كل ما تتصوره في ذهنك لما رأيت مثل هذه الأفلام.

وفي دراسة أجريت في الكويت على مجموعة من الشباب ليسوا من نزلاء الدور الاجتماعية، وليسوا كلهم منحرفين، أفاد ٤٥% من الذكور من أفراد العينة أنهم يقضون وقتهم في مشاهدة الأفلام الممنوعة، و٤٠% من الإناث أنهن يقضين وقتهن في ذلك.

إذاً: أيها الإخوة! ينبغي أن نتخذ مواقف حاسمة من هذا الأمر، وليست القضية حتى في الأفلام الممنوعة، فأكثر الأفلام التي تعرض الآن والتي تباع في محلات الفيديو هي مما يثير غريزة الشباب، وأكثرها ساقطة، فماذا تتصورون في هذه الأفلام التي تعرض والتي يبيعها هؤلاء؟ هل تتصورون أنها تربيهم على الخوف من الله عز وجل، وخشية الله عز وجل واليوم الآخر، أنهم يعرضون سير الصالحين والدعاة وشباب الصحابة؟ فيجب أن نقف وقفة حازمة أيها الإخوة! يجب أن نقف ونطالب بفرض رقابة صارمة على أمثال هؤلاء، نطالب بإغلاق هذه المحلات، فمن يؤجر محل الفيديو؟ يؤجره أنا وأنت والآخر، فبعض آباء المسلمين قد يؤجر هذا المحل طمعاً في مال وعرض زائل، ويتسبب في إفساد شباب الحي، ويتسبب في إفساد الشباب والفتيات بمثل هذا الأمر، ولو أن صاحب محل فيديو لم يجد من يؤجره، ولو أنه إذا أتى ليفتح المحل اجتمع عليه أهل الحي وقالوا: لا نرضى أن تفتح في هذا الحي، واجتمعوا إلى صاحب المحل وقالوا: لا نرضى أن تؤجره هذا المحل، لو أننا نتعاون جميعاً ونتكاتف لاستطعنا أن نحد كثيراً من هذه الظاهرة.

أيضاً العامل الثاني المثير: التلفاز وما يعرض فيه.

فالمراهق بمجرد أن يرى صورة امرأة تثور غرائزه، فكيف وهو يرى صورة امرأة تتزين، وتخرج وهي تتكسر في حديثها وفي حركاتها، كيف وهي تتلفظ بألفاظ الحب والغرام، ويشاهد المسلسلات والتمثيليات التي كلها تدور حول الجنس والحب.

في دراسة أجرتها جامعة أم القرى حول مجموعة من الشباب أفاد ٥٧% من أفراد العينة من طلبة المرحلة الثانوية أنهم يقضون أوقات الفراغ في مشاهدة التلفاز، وماذا تتصورون أن هؤلاء الشباب ينظرون في هذه البرامج؟ هل يتابعون ما يسمونها بالبرامج الدينية، أو تلاوات القرآن، أو يتابعون برامج وأموراً أخرى؟ هؤلاء يقضون وقت الفراغ في مشاهدة هذه البرامج، ناهيك عمن يقضون بعض الوقت في ذلك.

وفي دراسة أجريت أيضاً في لبنان على ٣٨١ شاباً سئلوا عن رأيهم في التلفاز، فـ٤١% منهم يقول: إنه يؤدي إلى شيوع الرذيلة والجنس، وأيضاً ٧٢% منهم يقول: إنه يضر بالمجتمع أكثر مما ينفع.

ويقول أحد الأطباء النفسيين في كولومبيا: إذا كان السجن هو جامعة جيم، فإن التلفاز هو المدرسة الإعدادية لانحراف الأحداث.

والحديث حول التلفاز يطول، ولا أريد أن أطيل في الحديث؛ لأن أمامي قضايا أخرى أرى بالضرورة الحديث عنها، والإفاضة فيها، لكن أحيلكم على مجموعة من الكتب تحدثت عن هذا، منها: كتيب (بصمات على ولدي) لـ طيبة اليحيى، وكتاب (الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون)، وأيضاً كتاب الشيخ سعيد علي زعيب حول أثر التلفزيون، وأيضاً كتاب عوض منصور (التلفزيون بين المنافع والأضرار)، وهناك كتب كثيرة مدعمة بالإحصائيات والدراسات والأرقام التي تعطينا قناعة بخطورة مثل هذا الجهاز.

وأقول هذا الكلام أيها الإخوة! ورغم أن كثيراً مما يعرض عند