للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الواقعية]

وسيلة سادسة وأسلوب سادس مهم: الواقعية: أي: أن نكون واقعيين؛ لأن الإنسان حينما يسمع مثل هذا الحديث ويرى هذه النماذج يتطلع إلى أن يكون جاداً متميزاً فيجتهد ويبذل، ويثقل على نفسه فلا يطيق التحمل، والنتيجة تتحول إلى ردة فعل؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة).

تعرفون قصة عبد الله بن عمرو رضي الله عنه حينما كان يديم الصيام والقيام، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكبر ويطول به العمر، وقال: (إن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه) يعني: أنك لن تطيق الاستمرار على هذا الأمر فاقتصد.

إذاً: الواقعية المعقولة ليست الواقعية المفرطة ليست الواقعية التي يجعلها الإنسان مبرراً لإضاعة الأوقات والكسل والقعود، لكن المقصود أن نكون واقعيين ولا نحمل أنفسنا إلا ما نطيق، فهذا جانب مهم؛ لأن الإنسان قد يتحمس فيأخذ أشياء أكثر من طاقته فلا يطيقها، فقد يقول: أنا إنسان غير جاد وغير قادر على الجدية، أو أن يصاب بردة فعل فيعود إلى الوراء.