للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إتاحة التربية السليمة للأبناء والبنات]

خامساً: أن الزواج المبكر يتيح التربية السليمة للأبناء والبنات.

وذلك لأن الشاب إذا تزوج مبكراً ستكون المسافة العمرية بينه وبين ابنه قريبة، فيأتيه الأطفال قبل أن يصل عمر الثلاثين، فيحسن التعامل مع ابنه عندما يبلغ سن التكليف لأنه يكون في الأربعين أو في الخامسة والثلاثين، فيحسن التعامل معه، ويحسن تربيته، لكن إذا أخر الزواج فإنه عندما يكون عمره خمسين سنة أو ستين سنة يبلغ ابنه سن التكليف، فيكون الأب قد صار يعيش عقلية غير عقلية الشاب، وصار هناك فجوة حضارية، فإن مدة خمسين سنة كافية أن تتغير فيها العادات والطبائع والظروف، ولهذا فإن من أهم المعاناة التي نعاني منها تربوياً الآن، الفجوة الحضارية بين الأب والابن، وذلك أن الأب عاش في عصر والابن عاش في عصر آخر، فإذا كان الإنسان تزوج متأخراً سيكون فارق العمر بينه وبين ابنه، أو بين الأم وابنتها فارقاً واسعاً مما يوسع الفجوة الحضارية، وهذا لا شك يترتب عليه خلل في التربية.

أيضاً جانب آخر: من الأمور المهمة تربوياً أن يكون الأب يتعامل مع ابنه معاملة مودة وحسن عشرة ولطافة، والأم كذلك، حيث تسد الفراغ العاطفي الذي تعاني منه الفتاة، وكثير من المشكلات التي تعاني منها الفتيات الآن ترجع سببها إلى وجود فراغ عاطفي لم تسده الأم، وكذلك الشاب يجد أن الأب بعيد عنه.

طيب عندما يتزوج الإنسان كبير السن لا يستطيع أن يتبسط مع ابنه الشاب بقدر يسد له هذا الفراغ.

يمكن أن يعترض أحدكم فيقول: هذا بالنسبة للابن الأول والثاني والثالث، أو البنت الأولى والثانية والثالثة، لكن عندما يستمر الأبناء والبنات، إلى سن الأربعين والخمسين، والذين يأتون فيما بعد، فنقول: إنه إذا أحسن تربية الأبناء الأوائل فسيعينونه على تربية من يليهم مباشرة، وسيقومون بالدور الذي يقوم به الأب.

إذاً فمن أهم الأمور التي تعين الأب على تربية أبنائه وتعين الأم على تربية بناتها وأبنائها الزواج المبكر؛ لأنه يقلل من المسافة العمرية بين الأب أو الأم، وبين الابن أو البنت.