للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التكامل في رعاية أبعاد الشخصية]

ثانياً: التكامل والتوازن في تربية الفرد يعني التكامل في رعاية أبعاد الشخصية ومستوى الشخصية، بأن يحرص الأب والأم على أن تكون تربية الابن متكاملة، فالتربية التي نطالب بها ليست هي أمره بالصلاة فقط وليست هي نهيه عن سيء الأخلاق، وإن كان هذا مبدأً مهماً من مبادئ التربية، لكننا أيضاً نطالب أن ترعى صحة الابن، إنه لا يسوغ أبداً أن تهمل الأم ابنها أو طفلها الصغير وطفلتها تجاوباً مع داعي النوم وطفلها يريد الطعام، وطفلها يريد الحنان، ولا يسوغ أبداً أن تكون المكالمات الهاتفية والحديث مع بني جنسها مدعاة لانشغالها عن صبيتها ورعايتهم، والأب كذلك هو الآخر، ولهذا يوصي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر في الصحيحين؛ يوصي أن نحرص على رعاية الأبناء وحمايتهم مما قد يصيبهم من أضرار، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ)، فهو يأمرنا صلى الله عليه وسلم أن نحرص على صحتهم وأن نحرص على إبعادهم عما قد يضر بصحتهم، ودخل صلى الله عليه وسلم فسمع صوت صبي يبكي، فقال: (ما بال صبيكم هذا يبكي؟ فهلا استرقيتم له من العين)، والحديث رواه الإمام أحمد.

ولهذا يوصي ابن القيم رحمه الله برعاية هذا الجانب، فيقول: ومما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خلقه، فإنه ينشأ على ما عوده المربي في صغره، من حرد وغضب ولجاج وعجل وخفة مع هواه وطيش وحدة وجشع فيصعب عليه تلافي ذلك.

إن هذه الجوانب مطلوب من الأب والأم أن يرعاها.