للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفرق بين الحب في الله والحب لله]

السؤال

قال عليه الصلاة والسلام: (من أحب لله وأبغض لله فقد استكمل الإيمان)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، ومنها: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله)؛ فما هو الفرق بين الحب في الله وبين الحب لله؟ أثابكم الله.

الجواب

الحب في الله والأخوة في الله درجات، هناك أمر الإخلال به كفر، فعندما يأتي واحد ويعين الكافر على أخيه المسلم فذلك من نواقض الإسلام مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين، فعندما تأتي إلى شيوعي أحمر أو اشتراكي أو نصراني أو بوذي وتعينه على أخيك المسلم فهذا الإخلال قد يبلغ إلى درجة الكفر، أو مظاهرة المشرك ومؤاخاته هذه المؤاخاة كفر، ومحبته لأجل دينه كفر، ثم تنتقل إلى محبة واجبة دونها.

يعني يجب عليك للمسلم: رد السلام، وقضاء الحوائج، وكف الأذى، والإخلال بها معصية، لكن الإخلال بها لا يصل إلى حد الكفر، وهكذا حتى تصل إلى درجات النوافل، وهي درجات للمقربين آخرها أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، فمنها قدر لا يتم الإسلام إلا به جملة، وهو حب المسلمين جملة وبغض الكفار، ثم تصل إلى حد فيه معصية، تصل إلى حد من الطاعات هو من باب التسابق في الخير، شأنها شأن سائر الأعمال الصالحة، وهكذا الدين من عند حكيم عليم يجعل حداً هو خط أحمر لا يتجاوزه أحد، ثم بعد ذلك يفتح مجالات لأولئك الذين سما إيمانهم وعلت تقواهم ودرجتهم حتى يصعدوا في مثل هذا الميدان، ومن خلاله ندرك الفرق بين أن يحبه في الله، وأن يحبه لله، وأن يحبه لا يحبه إلا لله.