للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل إفشاء السلام]

السؤال

لقد شاع بين أوساط الشباب اليوم قلة إفشاء السلام، فأصبح السلام على من تعرف فقط، نرجو منك الحث على إفشاء السلام بين الشباب وعامة الناس!

الجواب

هذا الأمر لا يخص الشباب، السلام على من تعرف صار سنة مهجورة، أضرب لكم مثالاً نراه في الحياة اليومية، حتى نعرف أن عدم السلام ينبغي أن نراجع أنفسنا فيه، أحياناً مثلاً عندك ضيف المجلس رحبت به ولقيته، طبيعي أن تدخل البيت أكثر من مرة وتأتي، حينما تعود إلى المجلس لا تعيد السلام مرة ثانية، والسنة إذا فصل بينك وبينه حجر أو شجر أن تعيد السلام، لا المصافحة والعناق، لكن قل: السلام عليكم، ولو تعودنا عليه لصار لهجة دارجة على ألسنتنا؛ لأن الإنسان يلقى أخاه في الشارع، المدرس يلاقي الطالب، الضابط يلاقي الجندي، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، لكن المدرس يلاقي الطالب فيقول لنفسه: عيب أن تسلم عليه لأن ذلك يهز من شخصيتك وقيمتك، والطالب يستحي ولا يجرؤ أن يسلم على الأستاذ.

وهكذا الضابط الجندي، وقد قالوا: من الحكمة أن الراكب يسلم على الماشي، لأن الراكب عنده نوع من الرفعة دون الماشي فيسلم عليه حتى يشعره بالتواضع، لهذا فالأولى أن تسلم على من دونك، حتى نشعر بالتآخي.

والسلام يشعر بالمودة، وفاعله مأجور، فإذا قال: السلام عليكم يؤجر عشر حسنات، وإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة، فإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعطي ثلاثين حسنة.