للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاعتذار عن الدعوة بأن المجتمع لا يخلو من المنكرات مهما استمرت الدعوة]

السؤال

كيف نرد على من يقول: من أحد المستحيلات أن نجد مجتمعاً نقياً من المعاصي الظاهرة، والمنكرات المنتشرة، فإذا دعونا إلى الله ونهينا عن المنكر فلن نتوقف عن ذلك إلى أن تقوم الساعة؛ لأننا لم نجد ما نسعى إليه كجعل المجتمع كمجتمع الصحابة رضي الله عنهم، أو مقارباً له على الأقل، وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

أولاً ليس هناك مشكلة لو استمرت الدعوة إلى قيام الساعة، وهل أنتم تتطلعون إلى وقت تنتهي فيه الدعوة؟ لا تنتهي الدعوة، وستبقى حتى داخل المجتمع الإسلامي، لا بد أن تقع المنكرات.

ونحن عندما نتحدث عن واقع المجتمع وما فيه من المنكرات، وعندما نطالب الناس بالدعوة لا نطالب بأن يكون المجتمع مجتمعاً مثالياً خالياً من المنكرات، فهذا أمر مستحيل، ولكن حتى قضية المثالية والواقعية ما نحددها نحن وإنما يحددها المفهوم الشرعي، فيعود السؤال الذي طرحناه في البداية: هل هذا الواقع يرضي الله ورسوله أم لا؟ فعندما نقول إن المجتمع لا يمكن أن يخلو من المنكرات، يمكن أن يأتينا الناس الذين لا تقام في بلادهم الحدود، ويباح ما حرّم الله، ودستور الدولة يُعارض الإسلام معارضة صريحة ويقول لك: المجتمع لا يخلو من المنكرات، وتأتي في مكان تباح الفواحش علانية وتظهر ويقال لك: المجتمع لا يمكن أن يخلو من المنكرات، فليست هذه حجة شرعية، فوجود أي منكر يطلب منا أن نسعى لإنكار المنكر حتى لو وجد مجتمع يُرضى عنه ويبقى فيه منكرات فيجب علينا أن نساهم في تغيير هذه المنكرات.