للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر الطالب في فصله الدراسي]

الجانب الرابع: وأنت في الفصل الدراسي: في الفصل لا شك أنه يكون لك زملاء من أمثال هؤلاء، وتحصل مواقف كثيرة أيضاً من المواقف الشبيهة بما أشرنا إليها، فمثلاً: قد يحتاج إلى أي مساعدة معينة، يعني: مساعدة مشروعة، وقد يكون عنده مشكلة، وقد يكون عنده مسألة -مثلاً- في المنهج ما فهمها، والغالب أن أمثال هؤلاء يكون مهملاً في الدراسة، وقد تكسبه بحسن خلقك، وقد تؤثره على نفسك عندما تأتي وتجده قد جلس في مقعدك.

فعندما تتخلق بهذا الخلق وأنت في فصلك الدراسي، فما أثر ذلك على زملائك في الفصل؟! ما أثر ذلك عندما يشعر جميع طلاب الفصل بأنك أنت الإنسان المتميز بحسن الخلق، والمتميز بقضاء حوائجهم، والمتميز بالنصح لهم، والمتميز بالعفو عن زلاتهم، والمتميز بكل ذلك؟! لا شك أنك تعطي صورة مضيئة فعلاً، وكأنك تقول بلسان حالك -ولو لم تقل لهم شيئاً-: هذا هو الطريق الذي أريدكم أن تسلكوه.

ومهما اختلفت أفكار الناس واتجاهاتهم فإنهم يجمعون جميعاً على محبة صاحب الخلق، ويجمعون جميعاً على أن يجدوا في قلوبهم المنة لمن أحسن إليهم، حتى الناس أصحاب الأخلاق السيئة، وحتى الناس أصحاب الشراسة، يتفقون جميعاً على تقدير صاحب الخلق الحسن، ولا يجرؤ أحد منهم على أن يسيء إلى صاحب الخلق الحسن أبداً، فإذا كان الشاب متميزاً في فصله، يعرفه طلاب الفصل جميعاً، ويعرفه الأساتذة، وتعرفه إدارة المدرسة بأنه صاحب الخلق الحسن، وصاحب المواقف الحميدة، وصاحب الاعتذار قبل أن يخطئ، عندما يعرف عنه ذلك هؤلاء، فإنه قبل أن ينصح هؤلاء سيكون له دور، فما بالك إذا وجه نصيحة أو وجه كلمة؟! كيف سيكون أثرها؟!