للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النظر في مصير أهل الكفر وما يصيبهم من عذاب الله الدنيوي]

يا إخواني ويا أحبابي! من تقاتلون وأي الأقوام تحاربون؟ أليسوا اليهود ومن عاونهم؟ أليسوا الذين قال عنهم ربنا: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} [آل عمران:١١٢]؟ أليسوا الذين قال عنهم ربنا: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} [الحشر:١٤]؟ أليسوا الذين قال عنهم ربنا: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} [البقرة:٩٦]؟ هؤلاء هم اليهود: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:١٣ - ١٥]، إن كان اليهود أو كانت الأرض جميعاً معهم أتخشونهم؟ أتخشون كثرتهم وأحزابهم وتجمعهم؟ ألم يخاطبهم الله وأمثالهم بقوله: {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال:١٩]؟ أتخشون عدتهم؟ ألم يقل ربنا: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران:١٢]؟ أتخشون أموالهم؟ ألم يقل ربنا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال:٣٦]؟ أتخشون عقولهم وجوارحهم؟ ألم يصفهم ربنا بقوله: {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:١٧٩].

هل تظنون أيها الإخوة المسلمون! أن حياة هؤلاء نصر بلا هزيمة وعز بلا ذل؟ شاهدنا أمريكا المتكبرة تخرج مهرولة ومولولة من فيتنام التي لا ترى على الخارطة بـ ٥٩.

٠٠٠ ألف قتيل.

وشاهدناها مرة ثانية ومرة ثالثة تخرج بنفس الهرولة والولولة من الصومال ولبنان، شاهدنا مفاعل تشرنوبل المحكم ينفجر ويلوث الآلاف من الأفدنة، شاهدنا صاروخاً أسموه تشالنجر أو المتحدي قالوا عنه: إنهم بلغوا فيه حد الكمال، تعالى الله عما يشركون: {وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} [يونس:٢٤]، انفجر الصاروخ الكامل بعد ثوان معدودات من إطلاقه وأمام أعينهم؛ ليزيد من حسرتهم.

شاهدنا فيضاناً يغرق مدينة في ساعتين، مدينة نيوأورليانز في أمريكا في مايو سنة (١٩٩٥م): {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر:١١ - ١٢]، شاهدنا عاصفة ثلجية تدفن السيارات تماماً وتغلق الشوارع وتوقف الحياة ثلاثة أيام متصلة في نيويورك المدينة العصرية الحديثة.

شاهدنا إعصاراً يحمل سيارات النقل الضخمة ويقذف بها فوق المنازل، شاهدنا ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر تقلع الشجر في الغابات، وتمحو الحياة في لحظات، شاهدنا ذلك ولكن يا للحسرة! لم نشاهد هناك مدّكراً، شاهدنا مجتمعاً مهلهلاً مفككاً منحطاً يعيش على الرذيلة ولا يهتم بالفضيحة، أهواؤه تسيره ورغباته تحركه وشهواته تسيطر عليه وتدمره.

انظروا معي إلى هذه الأرقام تصف حال المراهقين الأمريكان الذين لم يبلغوا بعد ثمانية عشر عاماً من العمر والذين سيحكمون بلادهم بعد عشر سنوات: ٥٥% من هؤلاء الشباب ارتكبوا جريمة الزنا، ترتفع النسبة إلى ٨٠% في المدن الكبرى، وتنخفض إلى ٣٣% في المناطق الريفية، أي: أن أشرف مناطق أمريكا يرتكب فيها الزنا بنسبة ٣٣%، هذا تحت الثامنة عشرة من العمر.

فإذا صعدنا فوق ذلك قاربت النسبة ٩٠%، ٣٥٠.

٠٠٠ حالة حمل بدون زواج كل عام لبنات أصغر من ثمانية عشر عاماً، وهذا عدد أقل بكثير من الحقيقي، وذلك لكثرة الإجهاض.

٢٤% من العائلات الأمريكية ليس فيها أب؛ إما لأن الأم لا تعرف الأب؛ لأنها ارتكبت الزنا مع أكثر من رجل؛ وإما بسبب الطلاق، و٤٠% من الشباب المراهق يجربون المخدرات، أما الخمور فحدث ولا حرج، الرقم أكبر من أن يحصى، الجرائم زادت في مدينة دالاس الأمريكية بنسبة ٧٠% في عام واحد.

السبب الثالث للوفاة في المراهقين هو الانتحار، الانتحار هو السبب الثالث للوفاة في المراهقين الذين سيحكمون أمريكا بعد ذلك، أمريكا وحدها تسجل ٣٢.

٠٠٠ حالة انتحار كل عام.

المرض بالقمار

<<  <  ج: ص:  >  >>