للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[آداب الدعاء وصوره]

إليك يا أخي! صورة الدعاء: يفضّل أن تبدأ الدعاء بحمد الله والثناء عليه وتمجيده، ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الدعاء لنا ولأهل فلسطين ولعامة المجاهدين ولعامة المسلمين بالثبات والسلامة والمغفرة والرحمة، ثم تدعو على من ظلم المسلمين من اليهود وغيرهم، ثم تختم بعد ذلك بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبحمده سبحانه وتعالى على فضيلة تمكيننا من الدعاء، تفعل ذلك وأنت موقن بالإجابة، وإن كنت قد لاحظت أن الكرب قد اشتد بنا فعليك بدعاء الكرب.

روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم) هذا هو دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكرب.

أخي الحبيب! اعلم أن الله إذا أطلق لسانك بالدعاء فهو يريد أن يعطيك فأكثر، وإذا ألهمك أن تُعطي في سبيله فهو يريد أن يكافئك فأكثر، وإذا يسّر لك طاعة فهو يريد أن يجتبيك ويقربك فأكثر.

أخي الحبيب! لو تريد فعلاً أن تسهم بشيء إيجابي حاسم لفلسطين استيقظ الليلة قبل الفجر بساعة أو بساعة ونصف، وادع الله لهم بالثبات، وادع على عدوهم بالهلكة.

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟) يا رب! تعاظم كرمك وتسامى جودك وتعالى فضلك.

يا أخي الحبيب! أليست لك دعوة لهذا الإله الكريم تشتاق إلى إجابتها؟ أليست لك حاجة لهذا الإله الجواد تتمنى أن يعطيها لك؟ أليس لك ذنب في حق هذا الإله الغفّار تتمنى أن يغفره لك؟ إن كانت لك دعوة أو حاجة أو ذنب فاستيقظ الليلة والحذر الحذر، فلو مرت الليلة فإنها لن تعود إلى يوم القيامة.

في هذه المجموعة من المحاضرات تحدثنا عن خمسة من الوسائل الإيجابية لنصرة فلسطين، هذه الوسائل يجمعها أنها في مقدور عموم الأمة الإسلامية، في مقدور العامل والزارع والطبيب والمهندس، في مقدور رجل الأعمال، وفي مقدور الطالب والتلميذ، وفي مقدور الشيخ الكبير والشاب الصغير، وفي مقدور الرجل والمرأة، ليس لأحد منا عذر، ولا يستثنى أحد.

هذه الوسائل الخمسة هي: ١ - فهم القضية فهماً صحيحاً، وتحريكها بسرعة.

٢ - قتل الهزيمة النفسية في قلوب المسلمين، وبث الأمل في عودة اليقظة للأمة الإسلامية.

٣ - بذل المال قدر المستطاع، وتحفيز الناس عليه.

٤ - المقاطعة الاقتصادية الشاملة والكاملة لكل ما هو يهودي أو من دولة تساعد اليهود بسفور.

٥ - وأخيراً الدعاء المستفيض اللحوح لله عز وجل ليثبت المؤمنين في فلسطين وغيرها، ويزلزل الكافرين في فلسطين وأيضاً في غيرها.

كانت هذه وسائل خمسة، ولا شك أن في أذهان بعضكم وسائل أخرى، والأمر على إطلاقه بين المسلمين كل يدلي بدلوه، وكل يبدع في مساعدته لأهلنا هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>