للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القتال تحت راية العروبة بدلاً من راية الإسلام

أولاً: يقولون: إن فلسطين عربية؛ لأنه كان يعيش فيها قبل دخول اليهود فلسطين قبائل كنعان العربية؛ ولذا فهي عربية؛ ومن أجل ذلك ندافع عنها، وهم بذلك يربطون ملكية البلد بمن عاش فيها أولاً، وهذا مبدأ غير إسلامي كما ذكرنا في الدرس السابق، فإننا ذكرنا أن البلاد تصبح ملكاً للمسلمين بفتحهم إياها سواء كان ساكنوها من قبل عرباً أو غير عرب، مصر الآن دولة عربية، هل سكنها العرب أولاً ولذا فهي عربية، أم من الممكن أن يقوم القبط الآن ويقولوا: هذه بلادنا وعشنا فيها قبل المسلمين؟ وهذا صحيح، نعم.

عاشوا فيها قبل المسلمين، لكن منذ أن فتحت بالإسلام أصبحت البلاد الإسلامية.

الجزائر الآن دولة عربية، هل سكنها العرب أولاً، أم أنها كانت مسكونة بالبربر وهم ليسوا من العرب، هل فتح المسلمون بلاد فارس؛ لأنه كانت لهم جذور عربية في فارس؟ هل فتحوا بلاد الأندلس؛ لأنه كانت لهم جذور عربية في الأندلس؟ إذاً: لا يجب أن يجرنا اليهود إلى جدالات جانبية لإخراجنا عن المنهج السليم، فيأتي اليهود ويزورون التاريخ، ونظل في جدال كبير ورجوع للحفريات، فمن آخر ما سمعت أن شارون أعلن أنهم وجدوا آثاراً في الجولان تدل على أن اليهود سكنوا هذه البلاد قبل العرب، طبعاً هم يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون: هذا من عند الله، وتعالوا إذاً ندخل في جدل عقيم وطويل وحفريات مزورة وخروج عن شرع الله سبحانه وتعالى.

لأننا نجر مع اليهود إلى جدالات خارج المنهج، فلو كان الأمر بهذه الطريقة فلنأت لنخرج الاستراليين من أستراليا مثلاً، ومن المعروف أن أهل أستراليا الحاليين ليسوا هم الأهل الأصليين، وأيضاً نخرج روسيا من الشيشان، فالجميع يعترف أن أهل الشيشان سكنوا في بلاد الشيشان قبل روسيا، بل فلنخرج الأمريكان أنفسهم من بلاد أمريكا، ونعطيها للهنود الحمر الذين لا ينكر الأمريكان أنهم سكنوا البلاد قبلهم.

إذاً: ليس هناك داعٍ لأن نمشي مع اليهود في هذا الطريق، فهم قوم تمرسوا على الجدال وعلى تغييب الحق، وتمرسوا على إنكار الحقيقة ولو كانت مثل ضوء الشمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>