للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملخص مراحل إقامة دولة يهود في فلسطين]

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ربنا أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، ربنا اجعلنا لك شكّارين، لك ذكّارين، لك رهّابين، لك مطواعين، إليك مخبتين أوّاهين منيبين، ربنا تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخائم قلوبنا.

آمين آمين.

وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

والحمد لله رب العالمين.

أما بعد: فمع المحاضرة السابعة من المحاضرات الخاصة بقضية فلسطين.

وتحدثنا في المحاضرات الثلاث السابقة عن المراحل التي قام اليهود بتنفيذها لإقامة دولتهم في فلسطين، وذكرنا منها ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: مرحلة الفكرة والخطة، وبدأت منذ مؤتمر بال أو قبله بقليل، واستمرت حتى وضعوا أيديهم في يد بريطانيا.

المرحلة الثانية: وهي مرحلة التأسيس، وفيها تعاونت بريطانيا مع اليهود في إسقاط الخلافة العثمانية عن طريق خلع السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، وعن طريق حزب الاتحاد والترقي العلماني، ومصطفى كمال أتاتورك والشريف حسين وغير ذلك من الأمور، إلى أن دخلت إنجلترا إلى أرض فلسطين محتلة لها، وفارضة سيطرتها على كل أرجائها.

المرحلة الثالثة: هي مرحلة التهويد، وفيها سعى اليهود يعاونهم أصدقاؤهم من الإنجليز في تحويل فلسطين من دولة إسلامية إلى دولة يهودية، وذلك عن طريق أربعة محاور كما ذكرنا في المحاضرة السابقة: أولاً: زيادة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وحققوها بنجاح كبير.

ثانياً: محاولة شراء الأراضي الفلسطينية، وكان نجاحهم في ذلك نجاحاً طفيفاً محدوداً.

ثالثاً: السيطرة على الاقتصاد في فلسطين، وبرعوا في هذا المجال تحت رعاية الإنجليز.

رابعاً: الاهتمام بالتعليم اليهودي والعبري والإعلام الصهيوني، ونشر أفكار التمسك باليهودية والاعتزاز بها مع زرع الكراهية في قلوب الأطفال اليهود لأهل فلسطين.

لم يسكت الفلسطينيون على هذه العملية التهويدية الإحلالية البشعة، ولكن قاموا جميعاً يقاومون الطغاة من الإنجليز واليهود ابتداءً من سنة ١٩١٩م وإلى سنة ١٩٤٨م حيث قامت دولة إسرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>