للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فن المقاطعة]

ونأتي إلى النقطة الأخيرة في المحاضرة وهي الحديث عن فن المقاطعة وفيها خمس نقاط وهي ما يلي: ١ - المقاطعة المتخصصة بمعنى: أنه من الممكن عمل قوائم للمنتجات اليهودية والأمريكية يقاطعها كل الناس، وتهم كل الناس، وعمل قوائم أخرى تخصصية لا تهم إلا مجموعة معينة من الناس، ولا داعي لشغل بقية الأمة بها، فمثلاً: الأدوية، فمن المعروف أن عامة الأمة لا يصفون لأنفسهم الأدوية فليس هناك داعي أن يعرف الناس جميعاً مصادر الأدوية وشركات الأدوية، لكن من المهم أن يعرف ذلك الأطباء والمستشفيات، فتوزع قوائم بالأدوية على هذه الطائفة فقط من الناس، بل إنه من الممكن الزيادة في التخصص داخل طوائف الأطباء المختلفة، فالأدوية التي يستعملها طبيب القلب مثلاً غير الأدوية التي يستعملها طبيب العيون، غير التي يستعملها الجراح، فإذا قام كل طبيب من كل مجموعة بعمل الأدوية التي يحتاج إليها تخصصه ووزعها على زملائه في التخصص سيكون ذلك أكثر فائدة لهم وأقل شغلاً لتفكيرهم، وأدعى لاستجابتهم، وهكذا المهندسون، والمزارعون والكيمائيون، وكل طوائف الشعب المصري.

٢ - أن ترشد بوضوح إلى البديل أسميها المقاطعة المعوضة، ولا بد أن تعوض هذه المقاطعة بشيء آخر، ولا بد أن نبحث عن البديل الوطني، وندل الناس عليه ونعرف به، ومن المهم أن نثير ذلك في مجالسنا أو يكتب كل واحد منا البدائل لأقاربه وأصحابه وزملائه في العمل وهكذا حتى نسهل على الناس المقاطعة.

٣ - البحث عن التطورات في السوق والاهتمام بها ونشرها أسميها المقاطعة المتطورة، فقد تشتري شركة يهودية أو أمريكية شركة أخرى فننتبه إلى ذلك، كما حدث عندما اشترت مؤخراً شركة بطاطس أمريكية شركة أخرى وطنية، فيعلم الناس ذلك حتى يسهموا في مقاطعة هذه الشركة الأخيرة، قد تغلق شركة أمريكية أبوابها نتيجة لمقاطعة فيشار إلى ذلك لتحميس الناس، وقد تتبرع إحدى الشركات الأمريكية لإسرائيل مباشرة فينشر ذلك حتى يشجع الناس على المقاطعة، كما حدث من شركة كبيرة للأدوية تبرعت بإنشاء مستوطنات كثيرة داخل إسرائيل، وكما حدث من مطعم أمريكي مشهور تبرع بدخل يوم السبت لإسرائيل، وكما تبرعت شركة مياه غازية مشهورة بمبالغ ضخمة بالإضافة إلى دعاية سافرة لإسرائيل، وعلى قبة الصخرة كما وضعوا في الإعلانات.

٤ - المقاطعة المستمرة وهو الحديث عن المقاطعة بصفة مستمرة والتذكير بها دائماً، فمن عادة الناس أنهم ينسون، وكثيراً ما يكون المرء متحمساً لشيء ثم ينساه مع مرور الوقت، فإن أعيد التذكير عاد حماسه من جديد خاصة إذا أشير إلى حال المسلمين في فلسطين، وداومنا على التذكير بأحوال المسلمين في بقاع الأرض المختلفة على أيدي هؤلاء الذين نقاطعهم.

٥ - وأخيراً من المؤكد أن هناك ابتكارات كثيرة في هذا المجال أسميها المقاطعة المبتكرة، وليس المجال يتسع لشرح هذه الأمور، لكن من المؤكد أن عقول المسلمين لا تنضب عن الأفكار الحسنة والذكية، فمثلاً: استخدام الإنترنت أو التلفونات المحمولة أو أي اختراع ممكن يقوم به المسلمون للتأكيد على موضوع المقاطعة.

فالمقاطعة سلاح هام جداً وفعال جداً ومؤثر جداً، ولا يجب أبداً أن يتهاون فيه المؤمنون، وسيؤتي ثماره إن شاء الله طيبة حسنة في الدنيا والآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>