للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من المؤمنين رجال]

إن الذين أسقطوا طاغية مصر الذي زار إسرائيل كتبوا بدمائهم عندما كانوا يحاكمون: أيها اليهود! المسلمون قادمون، أيها اليهود المسلمون قادمون.

وهؤلاء أيضاً كانوا يعلمون جذور القضية، ويعلمون أن معركتهم إنما هي مع اليهود، وأن الذين علوا على ظهور الطيبين ويكتمون أنفاس الصالحين ويضعونهم في السجون إنما هم عملاء اليهود، وهي تلك الأيدي التي تصافح اليهود من ناحية وتضرب بالخنجر المسلمين من ناحية أخرى، والحمد لله لقد انبعثت في زماننا صيحات ما كنا نسمعها، هذه الصيحات تعبر عن أمل يراود المسلمين في عودتهم إلى أصالتهم، وعودتهم إلى إسلامهم، وأن يطرحوا عنهم شعارات الزيغ والدجل والكفر التي رفعها أناس من السياسيين والمفكرين، فحرفوا المسيرة زمناً طويلاً، وأبعدوا المسلمين عن الحق المكتوم، فضاعت سنوات طويلة في عبث لا طائل تحته.

فلا بد أن يعود المسلمون إلى أصالتهم وأن يكون شعارهم الإسلام، وأن يعرفوا عدوهم، وأن يوجهوا حرابهم نحو هذا العدو، لقد كان الذين يوجهون الضربات للعدو في الجنوب اللبناني فئة من الشباب المسلم، وما كانت يهود تدري أن الذي يقوم بهذه العمليات الجريئة هم فئة من الشباب المسلم حتى أمسكت بطرف الخيط منذ أيام قليلة، فجن جنونها، وإذا بها تقوم بحملة اعتقالات واسعة لكل التيار الإسلامي بما فيهم أئمة المساجد والخطباء، والشباب المسلم المتدين، وجن جنونها؛ كيف هذا؟ فقد مضت سنة كاملة وهي لا تدري من الذي يفعل بها الأفاعيل، عندما يتقدم الشباب المسلم الصفوف يكون أميناً على قضيته، فلا يبيعها، ولا يتركها، ولا يهادن، ولا يجامل، ولا يفعل كما فعل الكثير من الذين تصدوا للقضية فباعوها بثمن بخس! يريدون أن يقيموا دولة على شبر من الأرض! وترى بعض من يدعي الإسلام يصافح أبناء القردة والخنازير ويريد أن يبيع الأرض المباركة بثمن بخس تافه لا يساوي ذرة من الأرض المقدسة التي أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم إليها، فما كان ولا يكون للمسلم أن يساوم على أرض هي للمسلمين، أو في أمر مقدس عندهم، وانظروا كيف قبل آخر خليفة للمسلمين أن ينزل عن عرشه وأن يترك ملكه دون أن يبيع فلسطين؛ لأن فلسطين لا يساوم عليها، وليست فلسطين فحسب، بل كل شبر من بلاد المسلمين لا يستطيع المسلم أن يساوم عليها، وإن قطعت عنقه، أو زهقت روحه، فإنه سيذهب إلى الله تبارك وتعالى فيجازيه على عمله أتم الجزاء، وذلك خير له من أن يبيع أو يساوم أو يهادن حين يجب عليه الدفاع عن دينه أو أرضه أو عرضه، فذلك ليس بمنطق مسلمٍ أبداً.