للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة الدنيا]

وفي هذه السورة -أيها الإخوة- يبين الله لنا حقيقة الدنيا؛ حتى نعطيها مقدارها، {َمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ} [القصص:٦٠]، ومتاع الحياة الدنيا: أموالها، أولادها، نساؤها، حرثها، وكل ما فيها من زينة، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [آل عمران:١٤].

وقال سبحانه: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} [القصص:٦١]، فهل الذي وعده الله وعداً حسناً بأن يدخله الجنة مثل الذي يمتعه في الدنيا وهو من أهل النار؟!